سلمان الحزم في 100 يوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

نادراً ما تتذوّق دولة في العالم طعم الإنجازات خلال المائة يوم الأولى من عمر تغيير سياسي يحصل فيها. كثير من الأحزاب والمسؤولين من يقدّم سيلاً من الوعود والتعهّدات خلال مائة يوم، إلا أن القليل منهم من ينجح في تحقيق هذه الوعود كلياً أو جزئياً.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أنهى مئة يوم من حكمه للمملكة العربية السعودية، خلفاً لأخيه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. الملك الجديد لم يعد بالشيء الكثير ولم يغرق في الكليشيهات والكلمات المنمّقة، لكنّه بدأ العمل الجدي على الفور، بل يمكننا القول إنه أشعل ثورة عمل وتغيير منذ لحظة جلوسه على الكرسي الجديد.

في لحظات البداية كانت التعيينات الواسعة للمناصب الرئيسية والمواقع السيادية، وهو بتلك التعيينات لامس تماماً استقرار المملكة، وكان تعيينه للأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، المرة الأولى التي يجري فيها تعيين أحد أحفاد الملك المؤسس في منصب ولي ولي العهد، قبل أن يعين مؤخّراً ولياً للعهد، فضلاً عن أن ما فعله في التغييرات ضخّ دماء جديدة شابة في شرايين المملكة. وبدا واضحاً تماماً للقريب والبعيد أن خبرة الملك سلمان في شؤون إدارة الحكم والسياسة على مدى 48 عاماً كان خلالها حاكماً لمنطقة الرياض، منحته هذه القدرة المذهلة في التعاطي مع شؤون الحكم وإدارة مجموعة ملفات في اللحظة ذاتها، وبدا فيها مقتدراً وواثقاً وهادئا وحازماً.

هذه الخبرة، تجلّت باتخاذ قرارات سريعة خلال الفترة المنقضية، ولعل قوله للوزراء «إنني لن أحتمل أي تقصير» يعكس هذه الجدية والحزم في أداء المهمات، سواء الخدمية المتعلّقة بشؤون الشعب، أو السياسية المتعلّقة بالأوضاع الإقليمية والدولية. ولعل أبرز ملامح الجدية والحزم لدى الملك الجديد، قيادته عملية «عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية لليمن.

المائة يوم المنقضية وضعت السعودية على سكّة جديدة، وتبعث الحياة في الجسد العربي المثخن بالجراح، والذي يحتاج لدولة تكون السد المنيع أمام أطماع الطامعين.

Email