الإمارات وسياساتها الراسخة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزيارة التي قام بها للمملكة العربية السعودية وفد الدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وتفقده قواتنا المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» وبعدها عملية «إعادة الأمل»، تعبّر عما هو أبعد من زيارة عمل لدولة شقيقة، وتتعداها لتلامس الإحساس العالي بالمسؤولية تجاه المصير الخليجي والعربي المشترك.

لكنّها أيضاً تعبّر عن المسؤولية العالية تجاه أبنائنا من القوات المسلّحة المرابطين في الجبهة، إذ إن قيادة الدولة لا ترسل أبناءها في مهمّة كهذه وكأنهم يؤدون وظيفة تقليدية، إنما ترسلهم وترسل معهم كل قلب إماراتي نابض بالحب والعرفان والوفاء، شعباً وقيادة وحكومة.

الكلمات التي أدلى بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تقدّم صورة الإمارات كما ينبغي أن تكون، إذ إن سموّه جدّد التأكيد على أن مساعدة الأشقاء وإغاثة الملهوف والمساهمة في حفظ أمن الشعوب واستقرارها هو نهج ثابت وراسخ في سياستنا تجاه الدول الشقيقة، وأن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ستبقى دائماً سنداً وداعماً للأشقاء.

عندما يؤكّد سموّه أن الإمارات تضع قضايا أمن واستقرار المنطقة العربية في صلب اهتماماتها، إنما يؤكّد نهجاً راسخاً مبنياً على سلسلة من الوقائع التاريخية، ولعل من يعود بالذاكرة إلى الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر عام 1973، لا يمكنه إلا أن يتوقف عند موقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما أعلن أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي.

ومن نافلة القول إنّ تعاطي الإمارات مع الأمن الخليجي والإقليمي بل والعالمي، ليس شعاراً مناسباتياً أو نوعاً من الترف الإعلامي، إنما هو منهج يستند إلى العقلانية السياسية التي رسّخها حكيم العرب، رحمه الله، وتحوّلت إلى سياسة وثقافة في الدبلوماسية الإماراتية، وفي تعاطي الدولة مع شتى القضايا، وليست «عاصفة الحزم» سوى مثال على هذه السياسة.

Email