دور إقليمي للسودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

النتائج الأولى للانتخابات العامة التي جرت الأسبوع الماضي في السودان تشير إلى فوز كاسح للرئيس عمر البشير، وهذا يعني أن استحقاقاً رئاسياً جديداً يمتد خمس سنوات أخرى، سينعقد للبشير، خلاله سيواجه رجل السودان القوي جملة من التعقيدات والتحديات لا مندوحة عن مقاربتها بروح الشجاعة التي عرف بها دائماً. لقد أحسن البشير الصنيع بانحيازه الصريح إلى التحالف العربي ومشاركته الفاعلة في عملية «عاصفة الحزم»، الأمر الذي أزاح كثيراً من الضباب إزاء علاقاته العسكرية مع إيران خلال العقدين الماضيين.

إن استقرار السودان وتوحيد إرادته لا يتحققان بالأمنيات، ولا بالمراوغات السياسية، على نحو ما كان يفعل علي عبد الله صالح حتى وقع في شر أعماله، فبات هو وجيش اليمن وسيادة الوطن رهينة لخصومه المتمردين الحوثيين الذين هم رهينة لإيران حالياً.

السودان بلد عربي مهم واستقراره استقرار لكل المنطقة العربية، خصوصاً في ظل موقف الخرطوم من عاصفة الحزم وانحيازها لمصالح العرب، وهي مصالح قد تثير غضب وارتباك أطراف إقليمية قد تسعى إلى استرداد السودان إلى معسكرها بكل الوسائل، أو التسبب في مشكلات في السودان ثأراً من هذا الخروج والمشاركة في المعسكر العربي الكبير الذي يرفض أن يصبح العالم العربي رهينة بيد الخراب، ويد عواصم إقليمية تريد مد نفوذها إلى كل المنطقة.

الظروف الراهنة في السودان تعتبر شديدة الحساسية، والوفاق الوطني هناك يعد مصلحة وطنية أولاً، وكذلك ضرورة على الصعيد القومي.

للمحيط العربي دور مهم في إدامة استقرار السودان، لمنع تغلغل المتربصين بأمننا في أطراف المنطقة، والأمة تحتاج إلى سودان قوي ومتماسك داعم للأمن القومي بثبات، ورافد للأمن الغذائي العربي باستمرار، والمراهنة على وعي السودانيين كبيرة، وعلى أن الخرطوم ستبقى عنصر مساندة للعرب، مثلما تستحق هي المساندة في ظل ظروف المنطقة، وما يمكن قوله اليوم بكل بساطة إن العالم العربي أمام مفاصل تاريخية تفرض على كل دولة أن تختار مواقفها، وتحدد اتجاهاتها في ظل التحديات التي تعصف بكل المنطقة وشعوبها، حاضراً ومستقبلاً.

Email