الإمارات وشواهد الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى اليومين الماضيين كانت عشرات المنظمات غير الحكومية، ومن ثم الوفود الحكومية الدولية تحتشد في الكويت على وقع واحدة من أفدح المآسي البشرية التي تعيشها سوريا، لدرجة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدّث عن فقدان هذا البلد العربي أربعة عقود من التطور البشري، وأن أربعة من كل خمسة سوريين يعانون من الفقر والبؤس.

الإمارات الحاضرة في مؤتمر الكويت الثالث، كما كانت حاضرة في المؤتمرين الأول والثاني، ساهمت في كل هذه المؤتمرات بتقديم ما يمليه عليها واجبها وضميرها وحسّها الأخلاقي المشهود والمعهود.

لكن، في حقيقة الأمر، لم تكن الإمارات واقفة على محطة انتظار المناسبات الإقليمية والدولية لتأدية هذا الواجب، كما أنها لم تركّز عينيها على مكان ما لتتغافل عن سواه، إنما كانت حاضرة بقوة في أي مكان في العالم غزته المآسي أو حلّت فيه المعاناة.

المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى الدول العربية المنكوبة من سوريا إلى العراق وفلسطين وغيرها، لم تتوقف في أي مرحلة، بل عكست التزاماً إنسانياً طبعت وجبلت عليه دولة أسسها المغفور له، بإذن الله، زايد الخير الذي أطلق قطاراً للإنسانية والمحبّة والسلام والخير لا توقفه أي اعتبارات أو ظروف، حتى بات العمل الإنساني في الإمارات ثقافة حكومية وشعبية وقيمة أخلاقية.

الإمارات لم تنتظر انعقاد مؤتمر إقليمي أو دولي عندما هبّت بأوامر من قيادتها لنجدة المنكوبين من موجة البرد والعواصف في العراق وسوريا ولبنان وتونس، وهي تواصل توزيع المساعدات لمئات آلاف الأسر المنكوبة في هذه البلدان، كما لم تتوقّف مساعداتها لشعب فلسطين، وبخاصة في قطاع غزة، وها هي الإمارات تهب لنجدة المتضررين من الفيضانات في جمهورية مالي على غرار مساعدات الدولة لشعوب عشرات الدول في إفريقيا وآسيا.

عندما يسافر المواطن العربي أو يتجول السائح في الكثير من بلدان العالم، لا يجد صعوبة في رؤية شواهد الخير الإماراتي ماثلة أمامه، التي تجعل من هذه الدولة قائدة العمل الخيري في العالم.

Email