قمة صون الأمن القومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت قمة شرم الشيخ العربية قمة الحزم والحسم، وقمة الاتفاق والتوافق، وقمة ضمان الأمن القومي العربي بامتياز. فالبيان الختامي للقمة وإعلان شرم الشيخ المرافق شخّص الموقف العربي بقوة وفي العمق حيال عديد القضايا والملفات القومية.

إقرار تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة قرار في محلّه ومستحق ويستلزم تسريع الخطى لإنجاز التفاصيل الفنية في أسرع وقت ممكن حتى يرى هذا القرار التاريخي النور في المدى الذي حدّده القادة.

البيان الختامي لمؤتمر القمة العربي (وهو الذي يحمل الرقم 26 على لائحة القمم العربية) عبّر بالكافي والوافي عن المخاطر الجسيمة التي تواجه وحدة الأمة العربية، ونأمل أن تتواصل الاتصالات واللقاءات التشاورية لوضع الحلول لهذه القضايا. ونحن على ثقة بأنّ رئاسة القمة والدبلوماسية المصرية تملك إمكانات تحقيق النجاح المرجو في مواجهة المخاطر وتحصين الموقف العربي المشترك. القوة العربية المشتركة يجب أن تكون درع الأمة وقوّتها الضاربة في مواجهة المخاطر ورادعاً في آن. وهي بالتأكيد ستكون أداة لحفظ الاستقرار والأمن.

القوة العربية المشتركة، ومن قبل تشكيل تحالف عاصفة الحزم، كان تجذيراً لمرحلة جديدة عنوانها إعلان استقلالية القرار العربي عندما يكون هناك تهديد للأمن القومي، وأن زمن انتظار الحل من الخارج ولّى على اعتبار أنّ التحديات التي باتت تهدد استقرار العالم العربي وأمن أبنائه باتت كثيرة ولا تتحمّل رهنها بالخارج.

قمة شرم الشيخ كانت بحق مميزة واستثنائية، وكرّست مبدأ أساسياً وهو أن أمن المنطقة العربية كلٌ واحد لا يمكن تجزئته. وهو المبدأ الذي لم تستطع القمة السابقة في ترجمته بعيداً عن القول إلى الفعل.. بينما يسجّل لهذه القمة تحويلها هذا المبدأ إلى فعل نال كل التأييد وبشبه إجماع على اعتبار أنّه وقاية وحصن للأقطار العربية من الأطماع والمخاطر. ويكمن اعتبار أنّ قمة 2015 قمة تصحيحية لقمة أغسطس 1990 التي شهدت تصدّع الأمن القومي العربي.

Email