قمة الأزمات العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصريحات القادة العرب، خلال قمة شرم الشيخ حول ضرورة مواجهة التحديات الأمنية بجهد عربي مشترك، جاء ليؤكد أن تحقيق التضامن والتعاون والتنسيق بين الدول العربية أصبح مطلباً ضرورياً لتحقيق آمال شعوبها وطموحاتها في العيش بأمن وسلام، في ظل ما تواجهه من تحديات مصيرية تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق.

قمة شرم الشيخ هي بحق قمة الأزمات العربية في ظل ظروف غاية في الدقة إقليمياً وعربياً ودولياً مع اتساع في المخاطر والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجه العرب، فالأمن القومي العربي وحمايته مسؤولية القمة العربية بالدرجة الأولى، وهو ما يتطلب وقفة جادة من منظور عربي حقيقي، بمشاركة جميع الدول العربية لمعالجة المشكلات والمخاطر الكبرى، التي يعانيها النظام الإقليمي العربي مع تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، لمواجهة الاختراقات التي تواجهها الدول العربية ومحاولة تقسيمها وتفتيتها، فعلى الحكام العرب أن يجعلوا من هذه القمة نموذجاً جديداً يمكن أن يحقق واقعاً عربياً قادراً على مواجهة التحديات وبناء المستقبل.

فالمواطن العربي يحدوه الأمل بأن تتمكن هذه القمة من وضع خطة لإعادة الاعتبار لوحدة الدولة العربية ومجتمعاتها، وتعيد الفاعلية للنظام العربي القادر على إنهاء الخلافات الداخلية للدول العربية، بحيث إن وحدة الصف باتت ضرورية وعاجلة في الظروف، التي تمر بها الأمة العربية، التي تستدعي وضع الخلافات جانباً والاهتمام أكثر بالعمل الجماعي الكفيل بمواجهة كل الأخطار بحكمة وتعزيز السلام في المنطقة، ومحاربة التطرف بمختلف توجهاته، والعمل على ملاحقته وتجفيف منابع تمويله.

يعول على القمة تفعيل دور الجامعة العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي العربي، بما يسهم في الإصلاح والتنمية الكفيلين بمواجهة التدخلات الخارجية، وكسر شوكة الإرهاب.

Email