الحزم مطلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوهم البعض في تفسير تبني الحلول الدبلوماسية والميل نحو النّفَس الطويل في معالجة الأزمات، أنه ضعف أو تشتت أو استسلام للأمر الواقع، ووهمهم هذا يقودهم إلى سياسات ساذجة، نتائجها لا بد وأن تكون وخيمة عليهم أولاً وأخيراً، في اللحظات الفارقة، لا بد من القرارات الصعبة لحفظ أمن المنطقة.

والتدخل العسكري العربي الواسع، المسنود بمواقف دولية داعمة لا لبس فيها، يأتي كضرورة واجبة لدعم شقيق عربي وشرعية سياسية ارتضاها كل محب لليمن ولوأد الفتنة التي تطل برأسها عبر أدوات مكشوفة، وحفظاً لأمن واستقرار المنطقة التي لا تحتاج بطبيعة الحال إلى بؤرة توتر مذهبية أخرى ومَواطن فوضى لا تبقي ولا تذر.

إن استخدام القوة العسكرية في اليمن ما كان ليتم لولا استنفاد شهور طويلة من المبادرات والمناقشات والزيارات، والصبر على التجاوزات الذي فُهم خطأً، فكانت التعديات التي وصلت مرحلة لم يعد ممكناً السكوت عليها بأي شكلٍ من الأشكال، والهدف هنا هو إفهام كل من يريد شراً باليمن والخليج، أن ذلك خط أحمر، وأن الحوار والشرعية أمران متلازمان لا يجوز أن تشكل قوة السلاح بديلاً عنهما.

«عاصفة الحزم» تبشر بحقبة جديدة من التعاون العربي المشترك الذي لطالما كان مطلباً للشعوب العربية منذ سنوات طويلة مضت.

 وفي خضم الأزمات وحالات الاقتتال وتحول قوى داخلية إلى طابور خامس يستجلب القوى الإقليمية، تعطي العملية العسكرية الناصعة مثالاً حياً على إرادة متجددة لدى العالم العربي، بأن عهد الصمت ومراقبة ما يحصل ولى إلى غير رجعة، وأن الحزم العربي المقرون بإرادة صلبة واستراتيجية جلية المعالم، يجب أن يحسب له حساب من الآن فصاعداً.

فلا يمكن للفوضى أن تستمر، ومن غير المسموح لحركات التطرف والطائفية والإرهاب، أن تواصل مخططها الأسود الذي تحيكه لمستقبل هذه المنطقة أو أن تتخيل، ولو لحظة، أن بمقدورها مواصلة نشر سياساتها المشبوهة.

Email