آثار حكم الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه مصر هجمة إرهابية سوداء، تهدف إلى عرقلة مسارها السياسي والتنموي. وما هجوم سيناء الدموي إلا حلقة في مسلسل العنف الأعمى، الساعي نحو التغطية على الإنجازات الملموسة التي تحققت.

إن ما تعانيه مصر اليوم ليس إلا نتاجاً طبيعياً للفترة المظلمة التي حكم فيها الإرهابيون، والتي على الرغم من أنها لم تستمر أكثر من 12 شهراً، إلا أنها كانت على ما يبدو كفيلة بوضع أسس العنف والتطرف، وتفريخ الحركات التي تتبع عقائدياً وتنظيمياً الجماعة الأم.

لقد كانت القيادة المصرية والكثير من الدول العربية على حق، حينما صنفت تلك الجماعة على أنها إرهابية، بل وكانت تستشرف المستقبل بتلك القرارات، لأنها تعلم علم اليقين خلفية هذا التنظيم والآثار المترتبة على تركه يعيث في الأرض فساداً.

إن ما يحصل في سيناء يدق ناقوس الإنذار، لأنه يكمل ما يحدث في المنطقة من ظواهر إرهابية تشكل خطراً كبيراً على أمنها واستقرارها، ويتطلب تالياً موقفاً عربياً وإقليمياً ودولياً واضحاً لا لبس فيه، يتجاوز البيانات والمواقف الضبابية، ويصل إلى درجة التنسيق الكامل والموحد.

لأن هذا الخطر لن يوفر أحداً وبات ممتداً إلى بقاع العالم المختلفة. إن التراخي والتردد الدولي أوصل المنطقة إلى ما هي عليه، فللإرهاب حواضن سياسية ما كان يجب أن تلقى الدعم على الإطلاق، وما كان على البعض أن ينتظر وصول العنف إلى بين ظهرانيهم حتى يبادروا بالتحرك.

ويبقى أن إجماع المصريين على المضي قدماً في خريطة الطريق التي تختتم خطواتها بانتخابات البرلمان القريبة، يشكل أفضل رد على زمرة الحاقدين الذين يريدون أن يستنسخوا تجاربهم المقيتة في مصر، غير مدركين استحالة تحقيق مخططهم الظلامي الذي سيتوه في صحراء سيناء، بفضل تلاحم القيادة والشعب في أرض الكنانة.

Email