كارثة الحوثيين في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الحوثيين في اليمن لن يتوقفوا عن المضي قدماً في تنفيذ أهدافهم الخفية التي تستهدف تمزيق اليمن، إذ يواجهون التظاهرات ضدهم بالرصاص، ما يؤكد جلياً أنهم لا يريدون للوضع أن يستقر، وليست لديهم أية رغبة في تهدئة الوضع.

تلك الأحداث الملتهبة هنا وهناك، أصبحت مؤشـراً على أن الأوضاع في البلاد تتجه إلى مزيد من التعقيد والتأزم، ومجهول النتائج. حرب أهلية، يُستبعد معها انضباط الصراع في إطار يهدّد وجود الدولة نفسها ووحدة التراب الوطني. إلا إذا وجد وفاق وطني يمنع هذا الانزلاق، تجارب الحوار السابق التي استخدمت من قبل الحوثيين لإضاعة الوقت، وإيهام الشارع اليمني بأن الأزمة في طريقها إلى الحل، فاقمت الأزمة.

من الواضح أنه لا يوجد حل لتمرد الحوثيين إلا بالمجابهة العسكرية، بعدما فرضت الجماعة الحصار على الرئاسة، والتقدم نحو تقسيم البلاد، حيث إن التردد في الحسم ساهم في تنامي المخاطر الأمنية على البلاد، وشجّـع الكثير من الأطراف على التمرد.

حان الوقت لإعادة ترتيب البيت اليمني، من خلال معالجة الخلل الموجود في مؤسسات الدولة المتهاوية السياسية والاقتصادية، وتعزيز الوحدة الوطنية. حيث إن الفرصة لإنقاذ العاصمة وما تبقى من الدولة اليمنية من هذا الخطر الداهم ما زالت ممكنة، وذلك من خلال استنفار جميع القوى من جيش وقبائل وحكماء.

لا بد من إشراك كل القوى السياسية في الحوار، ووضع كل قضايا البلاد على مائدته، وتوفير الظروف المناسبة لمشاركة جميع القوى، دون تحفظ أو استثناء، بما في ذلك قوى الحراك في الجنوب، لإنقاذ اليمن من الانزلاق إلى حرب أهلية، وتفكّك الدولة، وهي فرصة تحتاج إلى دعم شعبي ورسمي عربي، قبل فوات الأوان. فلا يوقف الخطر الحوثي إلا سواعد أبناء اليمن المخلصين.

Email