تونس دوماً مختلفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة أخرى، جسدت تونس بعرسها الانتخابي الحافل الذي عاشته أول من أمس، انتصاراً جديداً للديمقراطية في الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة، التي تنافس فيها زعيم حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي مع الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، بإقبال أكثر من جيد بلغت نسبة المشاركة فيه نحو 60 في المائة.

ومع إعلان فوز السبسي بالاستحقاق الرئاسي على منافسه بآلاف الأصوات، توجه الزعيم التونسي بالشكر إلى نساء ورجال تونس على هذا «الإنجاز العظيم»، معلناً نفسه رئيساً لكل التونسيين بمختلف أطيافهم، وداعياً الجميع للعمل يداً بيد من أجل الرقي بالبلاد ودفع مسيرتها المستقبلية قدماً.

كلمات وجدت صداها في نفوس التونسيين، لاسيما أنصار السبسي الذين خرجوا للاحتفال، حيث شعر المشاركون في الاستحقاق أخيراً أنهم تنفسوا الصعداء بعد انتخابات تاريخية وحرة، اختاروا خلالها رئيساً جديداً للبلاد بمحض إرادتهم، في اقتراعين رئاسيين شهدت لهما أطراف مراقبة بالشفافية والمصداقية.

إلى جانب اقتراع نيابي سابق هذا العام، حمل حزب السبسي العلماني إلى قيادة البرلمان بعد أن هزم حزب حركة النهضة الإسلامي، ما يحفظ لتونس مكانتها بوصفها أكثر دول المنطقة نجاحاً بالخروج من ثورتها إلى مسار ديمقراطي سلمي وانتقال سلس للسلطة.

 أما المرزوقي، ورغم إعلانه بشكل خجول الفوز، فقد أكد أنه سيحترم القانون والهيئات المستقلة، ما يستبعد فرضية الدخول في سجال وعراك سياسي بعد النتائج.

تطور سياسي لافت وجدير بالتقدير والاحترام، سيدخل تونس منعطفاً جديداً في تاريخها، بما يحقق أهداف ثورتها ويعيد إليها مكانتها الإقليمية والدولية، بعيداً عن الخلافات والمشاحنات الحزبية، وبما يجمع التونسيين تحت مظلة واحدة، بلا إقصاء أو تهميش أو تبديد لموارد البلاد وثرواتها.

ليكون الجميع صفاً واحداً في مواجهة التحديات الحالية والمقبلة، وفي مقدمتها الإرهاب الذي يحاول أن ينهش الجسد التونسي، مستغلاً انشغال قيادات هذا البلد بهمومهم ومصالحهم السياسية.

Email