عام جديد حافل بالتوترات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع نهاية كل عام، تتجدد أماني الشعوب بعام جديد مليء بالسلام والرخاء والأمن والاستقرار. ومع أن تلك الأماني تتكرر من دون أن تتحقق في كثيرٍ من الأحيان، إلا أنها تبقى مشروعة وضرورية، لأن الأمل ُيبقي الإنسان متطلعاً لغايات وطموحات جديدة.

ومنطقتنا، التي تعج بالكثير من التحديات والمشكلات، تبدو أحوج ما تكون إلى تلك الأماني، خاصة أن العام الذي يلمــلم أوراقه مستعداً للرحيل بعد 10 أيام كان مليئاً بالتطـــورات المؤسفة، وإن حمل بعضها أخباراً جيدة ومبشرة بالخير.

ففي هذا العام، انتشر التطرف والإرهاب بشكل يكاد يكون غير مسبوق، والتهم مناطق واسعة من بلدين عزيزين وشعبين شقيقين هما العراق وسوريا. كما حاول جاهداً أن يمد أياديه السوداء في مصر، التي نجح عهدها الجديد في ضربه بقوة، مستنداً إلى شعبيته الواسعة والدعم العربي، كما أن الإرهاب لم يوفر ليبيا، التي تعاني فوضى الميليشيات، ولا تونس واليمن.

وفي حين تستمر الأزمة السورية ويدفع المدنيون أثماناً باهظة، حتى بات نصف السوريين تقريباً نازحين في الداخل أو لاجئين في الخارج، فإن العين تبقى على تبعات تلك الأزمة على الجيران، وتحديداً لبنان والأردن.

أما خليجياً، فشهدت العلاقات البينية تطوراتٍ إيجابية تصب في مصلحة البيت الخليجي، الذي يقود بالتعاون مع العديد من الأشقاء مسيرة العمل العربي المشترك، في ظل الكم الهائل من المشكلات التي تموج بها المنطقة.

ولا يمكن في هذا الصدد نسيان الملف الفلسطيني، الذي سيودع العام الجاري وهو على وشك مواجهة أزمة «فيتو» أميركي جديد، وتعنت إسرائيلي قديم- جديد، هدفه عرقلة الأسس الصحيحة والسليمة لعملية سلام حقيقية، يسهم إرساؤها بكل تأكيد في نزع فتيل الكثير من الأزمات المحيطة بنا.

 ويبقى، أن الجميع ينتظر حلولاً للتحديات في العام الجديد، وتعزيزاً للصف العربي، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التخفيف من بحر الاحتقان والتوترات.

Email