الإرهاب في أبشع صوره

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازال الإرهاب الأعمى والجبان يضرب في العالم ويفتك بحياة الأبرياء، فجريمة قتل التلاميذ في مدرسة بباكستان تؤشر على أزمة أخلاقية في الضمير الإنساني، وتمثل ذروة الهشاشة في القيم والأخلاق، والمجزرة من المشاهد المريعة الأكثر قتامة في تاريخ الإنسانية، فالأطفال الأبرياء الذين لا دور لهم في أي شأن من شؤون الحياة، ولا ذنب لهم إلا أنهم من سكنة مناطق استهدفها الإرهاب الأعمى.. الذي لا دين له، فيدفعون ثمناً دون أي مبرر أخلاقي.

 لا يمكن توجيه الاتهامات للمنفذين والمخططين وحسب، بل إلى كل من لم يحصن نفسه من هذه الجرائم الإرهابية ولم يقدم الدعم للدول التي تعاني من قلة وسائل مكافحة الإرهاب، فالتعاون الدولي لمكافحة هذا «الطاعون» تحول إلى ضرورة ملحة في ضوء التمدد الإرهابي ووصوله إلى أخطر مراحله.

لقد عانى العالم منذ القدم من أخطار كثيرة، مثل الحروب والاستعمار والتفرقة العنصرية وغيرها، ولكنه أصبح اليوم يعاني من خطر الإرهاب الذي أضحى ظاهرة منتشرة في كثير من دول العالم، والأعمال الإرهابية ليست من الدين في شيء، بل إن الكتب السماوية كلها لا تجيز قتل الناس العزّل، وقتل المدنيين تحت أي مبرّر، حتى في الحروب، ولقد أثبتت الوقائع والأحداث أهداف ومساعي عصابات القتل والإرهاب وشعاراتها المفبركة بأفكار التطرف، واعتمادها على القتل وسفك دماء معترضيها دون مراعاة لحياة الأبرياء من نساء وشيوخ وأطفال.

وسواء تغذت ظاهرة الإرهاب على الفوضى السياسية الناشبة في بعض الدول أو تسلطت على دول آمنة، فإنه من الضروري استخدام العقل للنظر في أسباب الإرهاب والقضاء عليه نظراً لخطورتها وجسامتها على العالم بأسره. إن مواجهة تنظيم داعش أو «القاعدة» أو «طالبان» أو أي اسم آخر يتطلب من كافة دول العالم الوقوف صفاً واحداً في مواجهة التطرف الذي لا دين له ولا وطن، كما أن الحاجة ماسة وضرورية لتعزيز الجهود الإقليمية والدولية من أجل محاصرة هذا الوباء الخطير الذي يتهدد جميع دول العالم دون استثناء.

Email