سفينة الأمان للعراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوجه الاختلاف متنامية في طريقة تعاطي الحكومة العراقية مع مكوّنات الشعب العراقي، وهي التي راهن كثيرون عليها لتصحيح سياسات الحكومة السابقة.

التهميش والاقصاء لا يجب أن يكون مشكلة مضافة الى المشاكل المتناسلة في العراق منذ أكثر من عقد من الزمن.

إيصال سفينة العراق إلى شاطئ الأمان يحتاج إلى تغيير في بوصلة السياسات، ونبذ الطائفية والمصالح الخاصة والصراعات على السلطة والمال والنفوذ، وهو ما يستلزم الكثير من الجهد، ويجب فتح باب الحوار على مصاريعه، من أجل ايجاد صيغ للتفاهم بين اطراف السياسة العراقية.

في السابق، لم يكن ما يطلق عليه حواراً يلج الى جوهر المشكلات فكانت اللقاءات تنتج صيغا للتراضي لا تستند الى قواعد أو أطر ثابتة ما افقدها القدرة على الصمود. أما اليوم والعراق بات يواجه مشكلة وجود فعلي، وباتت أورامه الطائفية تهدّد أمن كل المحيط فإنّ الحكمة تستلزم ضخ الأوكسجين إلى جسد العملية السياسية، لإنقاذ العراق أولاً، ثم إنقاذ المنطقة من فيروس ما يحدث هناك.

ويبقى الاستقرار السياسي الذي يقود الى السكينة، يشكّل الميزة الكبرى لا سيما في فترات الأزمات. والاستقرار لا يعدّ استقرارا إلا اذا كان استقراراً سياسيا، واقتصادياً واجتماعياً، ونفسياً، ضامناً للحريات العامة والعدالة الاجتماعية في آن.

لذا فإن من الأمور التي يلزم توفرها لدى المتتبع للشأن العراقي هي: القدرة على فرز الألوان المتداخلة في لوحة المجتمع العراقي، وحل الالغاز السياسية المتواصلة في التعامل السياسي، وفك الرموز السياسية المتباينة. عندها فقط، يمكن أن تُدرك الحقيقة، وتتضح خطوط القوى المتقاطعة.

والتي تهيمن على الوضع السياسي العراقي القائم الذي بات بحاجة ملحّة، وأكثر من أي وقت مضى إلى الثقة الوطنية الصادقة، والمتبادلة، وهذه مهمة منوطة برئيس الوزراء حيدر العبادي، فهو مطالب بسياسات جاذبة للجميع، لا تتعامل مع أبناء العراق بمقاييس هذا موالٍ وهذا عاق.

Email