نحو وحدة اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال اليمن يصارع موجات العنف التي تضربه وتحاول تشتيت قواه وهز استقراره، حيث تبذل قياداته برئاسة رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي، وبدعم دولي وعربي وخليجي، أقصى جهودها للتوفيق بين فرقائه، بما يجنب اليمنيين الوقوع في أتون حرب أهلية أو صراعات دموية أكثر، لن تحمد عقباها وسيكون من الصعب السيطرة عليها وتجاوز تداعياتها.

أحد أبرز تلك التوجيهات قرار رئاسي يمني توسيع القاعدة الشعبية للمؤسسات العسكرية في البلاد، إلى جانب إعادة آلاف الجنوبيين إلى وظائفهم العسكرية بعد إقصائهم وتهميشهم من قبل النظام السابق.

خطوة أشادت بها أوساط يمنية ورحب بها الكثيرون، على أمل أن تكون مقدمة لصفحة جديدة، ودافعاً لحض جميع الأطراف على تجنب العنف ونشر الفوضى في المناطق التي تقع تحت نفوذ الجماعات المسلحة أو سيطرتها، وخاصة العاصمة صنعاء، بما يعيد للبلاد تماسكها وقوتها للوقوف في وجه الهجمات الإرهابية التي تستهدفها على أكثر من جبهة.

وفيما يواصل المتمردون الحوثيون حشدهم في محافظات يمنية عدة، وفي مقدمتها مأرب ومحيطها، وسط محاولات الوصول إلى تسوية لوضع حد لتصاعد التوتر على الأرض، جددت قبائل يمنية في مقدمتها قبائل مأرب، دعمها للرئيس هادي وللحكومة اليمنية، مشددة على ضرورة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة، ومتوعدة الحوثيين بردٍ قاسٍ على أي محاولات للخروج عن الشرعية والاعتداء على المحافظة.

دعم شعبي، يعتبر مطلباً أساسياً في المرحلة الراهنة، لإخراج البلاد من أزمتها، وتجنب تفاقم الأوضاع أكثر فأكثر، لا سيما في ظل ضعف وشلل اقتصادي مرعب، وفي ظل عدم قدرة قوى الأمن والجيش على التصدي لتلك الهجمات التي تضرب البلاد في أكثر من اتجاه، وتقف خلفها جهات متعددة، ما يجعل وحدة اليمن سياسياً وعسكرياً وشعبياً هي عماد المرحلة المقبلة، لحملها إلى بر الأمان، والانتقال بها إلى مرحلة جديدة نحو الاستقرار والأمن والرخاء.

Email