رأي البيان

انهيار مشروع الإخوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو انهيار مشروع بدأ في مصر، ولن ينتهي في تونس، تجلّى في ثورة شعبية مرّة وأخرى في صناديق الاقتراع، لفظ الشعبان رؤى جماعة «الإخوان» وأحالا أحلاماً عمرها عقود طوال في التحكّم بمصائر الشعوب، عبر استغلال الدين لتنفيذ مآرب الدنيا، إذ لم تستطع الجماعة فهم حقائق أدركها الكل وعقلوها، إلّا من في عينيه «رمدُ وهم»، وفي فمه «مرارةُ سقم».

لقد خطا شعبا تونس ومصر خطوات جبّارة في طريق البناء السياسي، مثّل لفظ المشروع الإخواني ركيزته الأساس، بعد أن أصبح الشعبان على ثقة تامة ألّا خير يرتجى من جماعة لا تمت إلى الواقع المعاصر بصلة، تريد فقط مصادرة أحلام الناس في الحريّة والكرامة الإنسانية، وصنع مشروعها اللا إنساني، والذي لا يمثّل إلّا خيالات فئة تريد السيطرة وفرض مفهومها للدين، دون أن تستطيع الغوص إلى أرقي مفاهيمه، وهي التي تتحدث باسمه صباح مساء.

طوى الشعبان صفحة «الإخوان»، ربما إلى غير رجعة، رفضا اختطاف ثورات سالت دماء شبابهما مهراً لحرية مطلوبة ونهضة مرتجاة، نعم، لا يزال الطريق إلى المأمول طويلاً ، لكن أكبر عقباته قد اجتيزت، الأمن لا يزال هشّاً هذه حقيقة، وقائمة الاستحقاقات لا تزال طويلة هذا صحيح، وحلم التنمية ما زال طفلاً يحبو، لا أحد ينكر، لكن الطريق إلى كل ذلك قد عبّد، وما تبقى فقط العمل الجاد والدؤوب من الكل دون استثناء، واليقظة التامة من السلطات من محاولات إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من قبل الظلاميين.

لعل من أكبر إفرازات ثورات «الربيع العربي»، أنّها حطّمت أسطورة «الإخوان»، وقبرت مشروعهم بعد أن أخرجوا ما يحلمون في جعبتهم من رؤى لا تلامس طموح أو أحلام أحد، أتاحت لهم الفرصة، فوثبوا على السلطة في نهم، لم يردعهم إلّا صوت الجماهير «قفوا».

Email