مكافحة الأوبئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطل فيروس إيبولا برأسه مهدداً البشرية بتداعياته التي لا تنحصر في الوفيات، بل تمتد إلى التأثير على أسعار النفط وحركة الملاحة الجوية، ما يؤدي تالياً إلى عواقب وخيمة على كافة الصعد، ليس أقلها نقص الغذاء في الدول المتضررة، وهو ما يقود إلى مجاعة.

وتبدو ردود المؤسسات الدولية حتى الآن على التهديد الذي يشكله الوباء، ضعيفة إلى حدّ ما وغير فعالة، على الرغم من أنها نجحت جزئياً في وقف تمدده في بعض الأماكن، لكن المشكلة أن طرق الانتشار متعددة، وهو ما يعني بطبيعة الحال أن استجابة دولية جوهرية للخطر الداهم من غرب إفريقيا، باتت مطلوبة أكثر من أي وقتٍ مضى.

ولعل العثور على أول إصابة في مدينة نيويورك الأميركية وفي جمهورية مالي، يدل على أن مكافحة إيبولا تستوجب فتح جبهات يجند معها العالم كافة موارده الطبية والمالية والعلمية للوقوف في وجهه، إذ إنه لا يقل خطورة عن تحديات عديدة تواجه البشرية؛ من قبيل الكوارث المناخية أو قوى التطرف.

والإمارات العربية المتحدة شاركت أخيراً مع منظمة «اليونيسيف» في تنفيذ مشروع بتكلفة خمسة ملايين دولار، لمكافحة الفيروس في ليبيريا وغينيا وسيراليون، بهدف مساعدة المنظمة الدولية على مواصلة تنفيذ البرامج التي تركز بشكل خاص على تثقيف المجتمعات حول كيفية فهم ومعالجة ووقف انتشار المرض، فضلاً عن شراء اللوازم الأساسية للاستخدام في وحدات المعالجة ومراكز الرعاية المجتمعية.

إن مساهمات الإمارات الإنسانية تأتي أولاً في خدمة صحة الإنسان ورفاهه ودرء الأوبئة عنه في المناطق الأكثر فقراً، وثانياً للتوعية وضرب المثل لبقية الدول الفاعلة لمد يد العون إلى تلك المناطق التي تعاني من محدودية فرص الحصول على الخدمات الأساسية، من منطلق تحمل المسؤوليات والعناية بالأطفال الذين قد ينتهون مشردين إن فقدوا والديهم بسبب إيبولا. والأمل أن يتداعى المجتمع الدولي لوضع خطة وآلية عملية، طبقاً لمبدأ «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

Email