»الإخوان« حاضنة التطرّف

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ العالم يدرك بعد كثير دروس، أنّ التطرّف والإرهاب لا يحاربان دون التضييق على منبعهما وقطع دابره، وأنّ كل ما انتشر من جماعات تتبنى العنف منهجاً، رضعت من ثدي واحد، مهما اختلفت مسمّياتها من »القاعدة« مروراً بـ »داعش« و»الشباب المجاهدين« وغيرها.. والشعب المصري بوعي وبصيرة، قطع الطريق أمام استيطان جماعة كان من شأن ترسيخ حكمها تقويّة عود المتطرّفين، ليس في مصر وحدها، بل في المنطقة كلها، ما يجعل أحلام التنمية المرجوة في دول المنطقة، بعد دفع فاتورة »الربيع العربي«، مجرد أضغاث أحلام، لو تحقق ما أرادت الجماعة.

تصّدى المصريون لمشروع الأخونة الذي امتطي جواد الديمقراطية، موصلاً إلى الحكم وبناء الدولة المتمناة، دولة يحتكر مقدّراتها لخدمة مصالحه الضيّقة، ومصالح شركائه في دول أخرى في المهيمنة واختطاف »ثورات الشعوب«، صُحّحت »25 يناير« بـ »30 يونيو«، في ثورة شعب أذهلت الشعوب، وحكومات العالم حيرى، بعضها ملتزم الصمت، والآخر لا يزال يرى في وجود الإخوان مصلحة له، إلّا أنّ جدار العتمة بدأ يتشقق، وبدأ الكل يدرك مدى خطورة المشروع الإخواني، وأنّه الحاضنة الطبيعية لكل الجماعات التي تؤّرق عيون العالم وتهدّد أمنه اليوم.

نعم، هي جماعة الإخوان المسلمين، التي وفّر لها الغرب بيئة ملائمة لتفريخ رؤاها التي تهدّد الأمن والسلم الدوليين، لكنه بدأ يدرك الآن مدى الخطر الذي تمثّله على أمنه الداخلي في المقام الأول، وكانت الحملة الأمنية التي شنّتها بريطانيا على »الإخوان« لتطويق أنشطتهم وحصار رؤاهم، التي باتت تهدد المجتمعات الغربية وتغذية التطرّف بين شبابها بما يهدّد أمنها القومي.

إنّ »داعش« ليس إلّا أحد تمظهرات جماعة الإخوان المسلمين وبنات أفكارها، والحرب عليه هي حرب طويلة، كما عدّها الكثيرون، وعتادها ليس عسكرياً فقط، بل متعدّد الوجوه، ثقافي واجتماعي وسياسي أيضاً، لكن رأس رمحها يظل الوقوف سدّاً منيعاً في وجه كل من يحاول اتخاذ الدين وتعاليمه مطيّة لتضليل الشباب، خدمة لأغراض دنيئة لا تحقّق إلّا ضيّق مصالحه.

Email