السبيل إلى استقرار اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه اليمن اليوم تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، تحتم على جميع مكوناته الاصطفاف خلف قيادته، وتسخير كافة الإمكانات المتاحة لمواجهة الأزمة متعددة الجوانب التي يمر بها، ونبذ الجميع لخلافاتهم والتعامل بأكبر قدر من المسؤولية الوطنية والحكمة، لتجاوز الصعاب التي تعرقل مسيرت اليمن السياسية والاقتصادية، وتفويت الفرصة على كل من يهدف إلى تقويض المرحلة الانتقالية وتقويض أركان الدولة اليمنية الموحدة.

كما يحتم المشهد الراهن على الجميع، التكاتف لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، باعتبارها الحل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار وخلق مستقبل جديد للجميع، تسوده الأخوة والعدالة والاستقرار والسلم الاجتماعي والعيش المشترك، ويخلو من سفك الدماء والمشاحنات.

ويقوم على الوحدة والألفة والتفاهم والتعاون لما فيه صالح اليمنيين جميعاً، لأن الجميع يدرك رغم اختلاف توجهاتهم، أن اللجوء إلى خيار العنف وخلط الأوراق سوف يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى وانتشار قوى الإرهاب، ما سيدفع البلاد إلى مآلات خطيرة قد تصعب السيطرة عليها وليست في صالح البلد وجميع مكوناته.

كما أن تلك الظروف الحرجة تحتم على المجتمع الدولي، أسوة بالدور الإيجابي والمؤثر لدول مجلس التعاون الخليجي والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، أن يقدم دعمه الكامل ومساندته لليمن، لاستكمال العملية الانتقالية الجارية، وفقاً لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة ومخرجات مؤتمر الحوار.

كما يتوجب على الحكومة تقديم الدعم اللازم للمؤسستين الدفاعية والأمنية، لمحاربة الإرهاب وحماية أمن واستقرار ووحدة الأراضي اليمنية، لأن ذلك يعود بالنفع والخير ليس على اليمنيين وحدهم فحسب، بل على المنطقة برمتها وعلى السلام العالمي.

إن المتأمل للوضع الحالي في اليمن يدرك جيدا أن هذا البلد تستهدفه قوى وعناصر لا ترجو له خيرا، ولا تكترث لما فيه صالح أبنائه، بل إنها تسعى جاهدة لتقويض كل خطوات تقدمه نحو مستقبل مشرق، يعيد لليمنيين الراحة والطمأنينة، وهذا يجعل الوحدة والتعاضد هما الحل الأمثل للقضاء على كافة المخططات الرامية إلى تقسيمه أو تفتيته أو إضعاف وجوده.

Email