وباء الإرهاب في سوريا بات إقليمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب كثيرون عن الأزمة السورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وهي أزمة كانت حاضرة في تحليلات الخبراء وآراء السياسيين، غير أن أحداً لم يستطع التوصل إلى تلك الوصفة السحرية التي يمكن عبرها إنهاء معاناة السوريين وعذاباتهم التي تزيد يوماً بعد يوم، وتتطاير شظاياها إلى دول الجوار، التي بدورها تواجه تحديات صعبة في مواجهة هذه الأزمة فوق أزماتها الأساس.

ولأن خطر التنظيمات الإرهابية والمتطرفة بات أمراً لا يستطيع أي متابع أو مراقب أن يتجاوزه أو يقلل من أهميته، فإن المسؤولية باتت مشتركة ولا تحتمل المماطلة إزاء مواجهة تداعيات العنف والتطرف التي لا توفر طرفاً. الأزمة السورية معقدة، وتعقيداتها تلعب دوراً كبيراً في رفع منسوب الفوضى التي تجتاح سوريا وتزيد من مخاطر وتداعيات وآثار ما يحصل هناك، فيما يبدو أن المجتمع الدولي لا يملك استراتيجية واضحة وصلبة وثابتة يسير على نهجها، ويتعامل من خلالها مع تلك المخاطر.

لا بد من وضع استراتيجية يتفق عليها الجميع تضع في عين الاعتبار أمن المنطقة الذي هو كلّ لا يتجزأ، ويحدد بكل وضوح المهمات على عاتق كل طرف في سبيل مكافحة وباء الإرهاب، الذي من دون شك لا يريد التوقف عند حدود بلدٍ ما، وكاهل المنطقة يحمل ملفات على حساسية عالية، دون أن ننسى هنا بطبيعة الحال الوضع الهش في قطاع غزة، والقابل للانفجار في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أي لحظة، وهو مشهد مرتبط بالقضية الفلسطينية.

وباء الإرهاب في سوريا بات إقليمياً وممتداً وقابلاً للعدوى والمطلوب هنا وقفة جادة تتجاوز الصياغات اللفظية الفضفاضة دون معنى، نحو تحرك جاد لوضع النقاط على الحروف وتؤسس لجهد دولي بروحية مختلفة تضع حداً لهذا المد المتطرف.

Email