كلام عن القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل مرة ينشغل العرب بملف القدس، من زاوية درة المدينة، أي المسجد الأقصى، في محاولة لوضع حد لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الانفعال والترميز أيضاً للصراع أمر محمود، لكنه ليس كل القصة.

إسرائيل تسعى يومياً لإنهاك السوار الشعبي، الذي يحيط بالأقصى، عبر الضرائب، وتجفيف فرص العمل، وفرض الغرامات الكبيرة على البيوت، التي يتم بناؤها في القدس دونما رخص، إضافة إلى السعي لإغراق المدينة بالمخدرات الرخيصة من أجل تحطيم البنية الاجتماعية والدينية للناس.

الجانب المتعلق بالسوار الشعبي، الذي يحيط بالأقصى، يغيب كثيراً في المعالجات والانفعالات، هذا على الرغم من أن تقوية هؤلاء هو الباب الوحيدة لصيانة المسجد الأقصى، وتسمع مثلاً من مقدسيين عن غرامات تفرضها بلدية الاحتلال تصل إلى خمسين ألف دولار أو أكثر قليلاً، على أي بيت يبني طابقاً دونما ترخيص، وسبب بناء البيت دونما ترخيص، يعود إلى أن كلفة الرخصة هنا مرتفعة جداً، فيضطر المقدسيون أن يبنوا بيتاً أو طابقاً دونما رخصة، فتعود إسرائيل وتلاحقهم مجدداً بغرامات كبيرة وإلا فإن الهدم بانتظار بيوتهم.

هذا واقع خطر يشتد أيضاً من تسريبات إسرائيل حول نيتها إخراج الأحياء المقدسية العربية من حدود بلدية القدس، وهذه كارثة أخرى، لأن خزان الدم الذي يحمي المسجد الأقصى هو في هذه الأحياء، وتخطيط إسرائيل لعزل هذه الأحياء، وإخراجها وضمها إلى المعتقل الكبير المتمثل في المناطق خلف السور الذي أقامه الاحتلال، يعني دماراً شاملاً، واستفراداً بالمسجد الأقصى، حين يصبح عدد المسموح لهم بزيارته أو الصلاة فيه قليلاً جداً.

السوار الشعبي المقدسي الذي يحمي الأقصى مهم جداً، وهو بحاجة إلى التفاتة على صعيد المؤازرة بطرق مختلفة، أقلها أن يجدوا من يدفع عنهم غرامات بيوت القدس، وأن يجدوا من يساعدهم بطرق مختلفة، والمؤكد أن القدس تنتظر مبادرة في هذا الصدد، من أجل إنقاذ مئات البيوت من الهدم، وحتى لا تتحول القدس إلى مجرد ذكرى ومكان أثري بصبغة دينية ودونما سكان.

Email