شجرة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن عقولهم خاوية وضمائرهم في سبات عميق إن لم تكن في ممات، هم أصحاب عقول مترهلة وضالة، انتزعت من قلوبهم الإنسانية والرحمة، وأغواهم شيطان الفكر المفسد، لا يروا سوى ذواتهم، مرضى باعوجاج النفس، والانصهار في الذات التي لم يتصالحوا معها، فسعوا لأن يجروا الصالح في طريقهم الطالح، ومستنقعهم الرث، يتخفون باسم الدين، يفجرون ويقتلون ويستبيحون الدماء، ويدمرون العمران ويحرقون الأشجار ويذبحون الصغار، جرائم ارتكبوها بقلوب باردة، ثم علوا بأصواتهم مكبرين باسم الإله، والله تعالى بريء من كل ما فعلوا..

والديانات السماوية التي حملت فكراً يدعو إلى التسامح والتعايش لم تحمل فكرهم الضال، غاياتهم لا تمت للدين ولا للإنسانية بأي صلة، عجزوا أن يبرروا أفعالهم، فأدخلوا الدين حجة لهم، يؤرقون المجتمعات، ومرادهم زعزعة الاستقرار، اسمهم إرهابيون..

وغاياتهم إرهابية، أصبحت البشرية على يقين بما يكمن فيهم من عدوانية وكراهية وشرور وأحقاد، ونشر ثقافة استباحة الدماء، لتكون هذه المرة محطتهم مع الموت والغدر في المدينة التي اعتادت احتضان زوارها في كل مواسمها، وإبهارهم بألوان الحياة ومنحهم ألقاً ورونقاً، وجمعهم في معلمها الإيفلي الشهير، لتصيب ضربتهم الغادرة مئات الجرحى والقتلى من الأبرياء، فأي تصنيف بشري هم هؤلاء؟

ما حدث على الأرض الفرنسية بلاد التسامح الفكري والحضاري، يدعو الإنسانية جمعاء شرقية وغربية إلى تلاحم الصفوف، وتكاتف الأيدي، وتكثيف الجهود، وتوحيد الأهداف من أجل اجتثاث شجرة الإرهاب..

والاقتصاص من أولئك الفسدة الذين لا دين لهم، والذين ماتت أرواحهم لتبقى أجسادهم تعيث في الأرض فساداً، وإعدام تنظيمهم، فلا دواء يميت ويوقف زحفهم وانتشارهم سوى الاتحاد الدولي وتوحيد التوجهات في وجه هذا السرطان البشري لإنهاء وجوده.

Email