الصهيونية أم الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لحية كثيفة غير مهذبة، وشعر طويل ينسل من تحت عمامة، ونظرات حادة ترسم على عينين حادتين، وابتسامة مخيفة، تفاصيلها أسنان متفرقات، هذا هو الإرهابي الذي يشكل في مخيلة كل إنسان يعيش في عالمنا الحالي، حين يذكر أمامه كلمة إرهاب.

صورة المسلم صاحب اللحية طبعت في مخيلة البشرية والعقل الباطني حينما يذكر الإرهاب، واحتكر المصطلح على المسلمين، بعدما عملت التنظيمات المتطرفة جهدها في ترسيخ الصورة بتفجيراتها وإجرامها في البلدان العربية والغربية، فكانت القاعدة وداعش والإخوان سادة المشهد، ونجح الإعلام الغربي والصهيوني بترسيخ الصورة النبطية للمشاهد والجمهور المتلقي.

رغم أن الإرهاب لا دين له، حسب الأعراف العالمية، إلا أن هذا المصطلح الإجرامي ارتبط بالإسلام بصورة غريبة، وبالعرب بشكل لا يمت للمنطق بشيء، هذا الإرهاب الذي كرسته الصهيونية بأبشع صورها في حق الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948 حتى يومنا هذا، بالتنكيل بأطفال فلسطين وشيوخها ونسائها، وحتى شبابها، متسترة أمام المجتمع الدولي بصورة الكيان الذي يحترم الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، مستغلة إعلامها النافذ في شرايين الغرب، لعرض معانات شعب الهلوكوست بين دول الشرق الأوسط المتخلف، ومسوقة لأزمتها الداخلية مع الأقليات العربية التي ترهب المدنيين حسب زعمها.

 الستار عن الأعمال الإرهابية الإسرائيلية بدأ يزاح، ولم يعد الكيان الصهيوني قادراً على إخفاء جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، في ظل التطورات التكنولوجية، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل الحدث لحظة بلحظة، وغير الصورة الوردية التي حاول الكيان الصهيوني أن يكرسها للعالم، ورغم هذا كله، لم يصف العالم حتى الآن، ممارسات إسرائيل بالإرهاب، ومنهم دول أكثر وقاحة، بتبريرها أفعال الصهيونية بمنطق «حقها في الدفاع عن النفس وحماية المدنيين».

الصمت العالمي عن الانتهاكات الإسرائيلية، يطرح عدة تساؤلات، من حق الشعب الفلسطيني معرفة إجاباتها، أولها، ما هو سر صمت مؤسسات حقوق الإنسان بحق ممارسات الاحتلال؟ وأين جمعيات حماية حقوق الأطفال، في ظل التنكيل الصهيوني بأطفال فلسطين؟، وما هو موقع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مما يحدث بفلسطين من اغتيالات، ولماذا لم تصنفها إرهاباً؟.

Email