سيناريو أميركي في أوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات واضحاً للجميع أن واشنطن هي الجهة الوحيدة في العالم التي ترفض الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، وهذا ليس غريباً على الدولة داعية وصانعة الحروب الحديثة كلها في العالم على مدى نصف قرن مضى.

وفي الوقت الذي ترسل فيه روسيا العشرات من قوافل المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وتقدم دول أخرى مساعدات إنسانية للشعب الأوكراني، نجد الولايات المتحدة ترسل السلاح وترسل المئات من العسكريين الأميركيين لتدريب الجيش الأوكراني على قتل أبناء الشعب الأوكراني في الإقليم الشرقي، الذي يرفض السلطة الانقلابية في كييف المدعومة من واشنطن، إنه السيناريو الأميركي نفسه في دول مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها، مع اختلاف الأدوار، ففي سوريا تدعم واشنطن العصابات الإرهابية والمعارضة المسلحة ضد النظام، وفي العراق تدعم الاثنين ضد بعضهما، وفي أوكرانيا تدعم السلطة ضد الشعب، والهدف في كل الحالات واحد، وهو الحرب والفوضى.

واشنطن تعلم جيداً أنها وحلف الناتو لا يقدران على مواجهة روسيا، وأن الأوروبيين لن يوافقوا على الصدام مع روسيا، وقد رفضوا أي عقوبات جديدة ضدها ويبحثون الآن إلغاء العقوبات القائمة، التي تسببت في أضرار بالغة لهم أكثر من روسيا التي يبدو أنها استفادت من هذه العقوبات الموجهة ضدها لتحسين مسيرة وتوجهات اقتصادها، لكن حزب الحرب المسيطر على صناعة القرار في واشنطن مصمم على جعل روسيا العدو الأكبر للولايات المتحدة، ويحذر الأوروبيين من الخطر الروسي المزعوم.

وذلك بهدف بيع السلاح والترويج لصناعة الحرب، ومع صعوبة وسائل الإقناع لدى واشنطن ضد روسيا التي يسعى الأوروبيون جميعاً للتقارب والتعامل معها، أسوة بباقي دول العالم، لا تجد واشنطن لديها وسيلة سوى سيناريوهات الشرق الأوسط المعروفة، بتقديم الدعم العسكري للجماعات والتنظيمات المستعدة لخوض الحروب، والرافضة للحلول السلمية والدبلوماسية، وها هي في أوكرانيا تدعم التنظيم اليميني المتطرف الرافض لمساعي السلام ولاتفاقات مينسك «الأوروبية الروسية الأوكرانية»، والمصمم على استمرار الحرب والقتل، وتدعم كتائب الجيش الأوكراني لتقتل الشعب الأوكراني في الشرق، والهدف الرئيس ليس أوكرانيا، بل روسيا، لجرها لحرب في أوكرانيا لا نهاية لها.

Email