زايد في قلوبنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازالت تفاصيل يوم التاسع عشر من شهر رمضان من عام 1425 حاضرة في وجدان كل إماراتي وعربي، يوم تلقينا خبر رحيل والدنا الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات، خبر وقع علينا كصاعقة، فلم نتخيل يوماً إماراتنا بلا روحها ونبضها زايد الخير، وقفت جموع الأمة العربية والإسلامية والشعوب والدول الصديقة في هذا اليوم المخلد في ذاكرة الإنسانية برحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، حزناً وعزاء على رحيل رجل الإنسانية والعطاء، صاحب المآثر والمناقب الخيرة، التي تعدت حدود وطنه، لتشمل كل محتاج ومستغيث، فهو لم يكن إماراتياً فحسب، بل كان انتماؤه للإنسانية جمعاء، فوقف يؤازر شعوباً أنهكتها الكوارث الطبيعية والجوع والفقر، وإنجازاته الكثيرة التي نذر ذاته لها لعون الإنسانية، فسجل التاريخ إنسانيته يوم أوقف تصدير البترول للخارج شاهراً مقولته « ليس البترول العربي أغلى من الدم العربي »..أي قائد كان زايد في زمن تخلى به قادة عن شعوبهم، دونما أية استحضار للحديث النبوي « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ».

مر جيل وأكثر على رحيله، ومازالت روحه تنبض بيننا، مازلنا نرى عطاءه، فلم يمنح العالم عطاء مادياً بل معنوياً فزرع في نفوس الناس حب الخير والعزيمة والإرادة والإلهام والرؤية الثاقبة للمستقبل.

غاب جسد زايد وبقيت روحه تنبض بيننا، رحل وترك أعمالاً تحكي سيرته لأجيال متعاقبة، فجيل أتى بعد رحيله، سمع وقرأ سيرته وأحبه واغتبط أجيالاً عايشت عهد هذا الرجل، ليعرف كم هي محظوظة الإمارات بهذا الزايد الفخر، الذي أكسبها سمعة ومحبة عربياً وعالمياً، فلم يكن قائداً فحسب ، بل أباً بحنانه وعطفه لم يشعر اليتيم على أرضه باليتم، هو من اقترب من شعبه دونما أية كلفة حتى سمي شعب الإمارات « بأبناء زايد » لن تنساه الإمارات التي عشق رمالها وزرع نخيلها ومشى على صحرائها، حتى هي تلك الأرض أبت إلا أن تسمى « بإمارات زايد الخير ».

لقد سجل زايد «المغفور له بأذن الله» بصمة تاريخية إنسانية عظيمة في سجلات التاريخ لمواقفه الخيرة، وقصة عشق قائد لوطن.

Email