زايد دائماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أبرز سجايا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه لا يفتأ يذكر الشيخ زايد بين كل حدث وحديث خليق بالوطن وإنجازاته، حتى إنه وبفضل هذا الذكر العاطر، بات زايد الخير أشد حضوراً وتأثيراً في الأنفس قاطبة، لا الإماراتية فحسب.

تلك الأمثولة بديعة من طرفيها، وهي ما نحتاج تعميمه ونمني أنفسنا بأن يسود في كل الأفق العربي.. ولكن هيهات.

وقد أجازف بالقول إن محمد بن راشد يتحسر - في كل مناسبة وطنية فارقة - على غياب زايد، كونه أولى بها، ولأنه غارس بذرتها الذي لم يشهد من حصاد زرعه إلا النزر القليل، رغم عظمة ما رأى من نتائج باهرة.

هذا الطابع الحميم، القريب من القلوب والمقارب باستمرار لقيم الوفاء، إنما يشكل ضمانة من ضمانات بقاء روح زايد بيننا، كيف لا وها هي سياسة الخير تتبعها الدولة داخلياً وخارجياً.

كل قادة الإمارات اليوم، يشكلون في حد ذاتهم أهم إنجازات زايد، ولا أدل على ذلك من أنهم اتخذوه نبراساً يهتدون به، وكأننا بهم إذا أقبلوا على أمر جلل، فإنهم وبعد بسم الله يسألون أنفسهم: كيف كان الشيخ زايد سيفعل في هذا الشأن لو أنه بيننا؟ فيهرعون إلى ما كان سيفعله الأب، وفي كل مرة يستدعون خلالها روح والدهم وسننه الخيرة فإنهم لا يخيبون قط.

فليحلل المحللون وليثنِ المادحون وليوثق المؤرخون فضل المؤسس، ولكن تبقى ظاهرة زايد، لمن يريد أن يعرف حقيقتها، موجزة في: أن تكون مولعاً بالخير لا محباً له فقط، نفوراً من الشر وما والاه، ومن أجل مصلحة الناس، كل الناس، تنفق مالك وعمرك ومصلحتك الشخصية بتواضع ورفق، افعل ذلك تكن زايداً بين الناس.

ولكن كيف لرجل لا يُذكر الخير إلا ويرادفه حين تلهج الألسنة، رجل يصلح به الله تعالى البلاد والعباد، ترضى عنه الأمة فتجمع على محبته، وأولاده يبرونه حياً وميتاً، كيف لا يكون من عباد الله الصالحين؟

ليكن الناس كلهم زايداً لو يستطيعون.

Email