الروهينغا أخوتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يعيش في دار زايد، حيث يحتفى بقيم الاسلام العليا أكثر من أي مكان الآخر، فلا بد أن ينبض فيه عرق الإباء الانساني، ولا بد ان تستيقظ فيه مروءة المسلمين التي علاها غبار التطرف، خاصة حينما يقف المرء مدمى القلب امام مأساة فاضحة وفادحة يتعرض لها اخوتنا في الدين، دون ان يكون لهم حول ولا قوة.

شعب الروهينغا، هم اثنية مسلمة، لم تتخل عن دينها، رغم ما تقاسيه من مرارات، وقد وصل الأمر حد أن الأمم المتحدة اعتبرتهم رسميا، أكثر شعوب الارض تعرضا للاضطهاد اطلاقا.

السبب واحد فقط، هو أنهم مسلمون، يعيشون في بورما (ميانمار) الهندوسية، وقد تنكرت لهم حكومة تلك البلاد على مر السنين بحجة أنهم بنغاليون! وفي الحقيقة فإنهم من سكان اقليم أراكان البورمي، منذ قرون طوال، غير أن غزو البورميين لإقليمهم عام 1785م حدا بالكثير من الروهينغا الى اللجوء نحو بنغلاديش المجاورة، خاصة انهم اخوة في الدين، بينما الغزاة هندوس، قصدوا تطهير دولتهم من الثقافات المغايرة، وهكذا اعتبروهم بنغالا ليسهل استثناؤهم وتصفيتهم عن بكرة ابيهم.

اخوتنا الروهينغا جردوا من مواطنتهم البورمية منذ قانون الجنسية لسنة 1982م، فلا يسمح لهم بالسفر دون إذن رسمي، كما منعوا من امتلاك الأراضي، وطلب منهم التوقيع بالالتزام بألا يكون لهم أكثر من طفلين.

وتفيد التقارير الأممية بأن الجيش البورمي أجبر هذه الاقلية الإثنية على العمل دون أجر في مشاريع البنية التحتية والاقتصادية وفي ظل ظروف قاسية. وقد حدثت هناك انتهاكات لحقوق الإنسان واغتصابات لا حصر لها خلال عمل السخرة.

والآن، حتى لحظة كتابة هذا المقال فإن الآلاف من شعب الروهينغا عالقون في عرض البحر هربا من تنكيل ومطاردة البورميين، ولا توجد دولة تستقبلهم بعد أن أخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله. ويحدث هذا كله دون ان تطرف لنا عين أو نشعر بالذل والظلم الذي لحق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم. ألم نقل إن التطرف والارهاب لا دين لهما؟

Email