فشل عزل روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا، وواشنطن تسعى بشدة لعزل روسيا ومحاصرتها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وبشكل لم تشهده العلاقات بين البلدين من قبل، ولا حتى في زمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.

ورغم بدء الرئيس الأميركي أوباما ولايته الرئاسية الأولى بانفتاح كبير مع روسيا، وإعلانه برنامج إطلاق العلاقات بين البلدين، إلا أنه بعد عودة القرم لروسيا، انقلب بشكل واضح إلى عدو مباشر لها، وذهب يفرض عليها العقوبات، ويضغط على الدول الأخرى لتحذو حذوه، وأكثر من ذلك، أعلن صراحة في خطاب رسمي، أن روسيا عدو للولايات المتحدة وللسلام الدولي، وأنها أخطر من تنظيم داعش وفيروس إيبولا.

لقد اندهش العالم كله من تصريحات أوباما الحادة تجاه روسيا، وقال كثيرون إنه امتلأ حقداً وكراهية للرئيس الروسي بوتين، الذي يختاره الجميع، بما في ذلك الإعلام الأميركي، كأقوى شخصية في العالم، والبعض قال إن أوباما يبحث عن مستقبله السياسي بعد الرئاسة، ويحاول إرضاء اليمين المحافظ الذي يكنّ عداء تاريخياً لروسيا، وكذلك للرئيس بوتين الذي يعرقل خطط واستراتيجيات اليمين الأميركي العدوانية على الساحة الدولية.

المشهد يبدو أحياناً، وكأن العلاقات بين موسكو وواشنطن ذهبت في طريق اللا عودة، بل إن البعض أبدى تخوفاته من التصعيد إلى حد الصدام بين البلدين، لكن وسط هذا التصعيد الحاد، تحدث أشياء تعكس واقع الأمور على حقيقتها، وتعكس مدى صحة سياسة روسيا ومدى فشل واشنطن في محاولاتها عزل روسيا.

صحيفة واشنطن تايمز الأميركية كتبت الاثنين الماضي تقول، إن «أوباما تباهى كذباً بتدمير الاقتصاد الروسي»، وإن «الصين تعرف أكثر من أميركا»، حيث فضلت العلاقات والتحالف مع روسيا.

وقالت الصحيفة إن روسيا والصين يعلمان جيداً أن تأثير أميركا في الساحة العالمية بدأ ينحسر، وأن العالم بدأ يشهد عصر نهاية الهيمنة الأميركية، ويتّجه إلى نظام عالمي حر، وأن عملية التغيير أصبحت سريعة الخطى، بحسب الصحيفة الأميركية.

أما صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فأشارت إلى أن دلائل تماسك قوة روسيا تظهر في الزيارة الأخيرة التي قام بها جون كيري إلى موسكو، الأسبوع الماضي، واعتبرتها «دليلاً بعد أشهر من الاحتقار»، بهدف ملاطفة الرئيس الروسي، مؤكدة أن روسيا تسير بخطى ثابتة نحو هدفها، ودعم سياستها الخارجية والدولية، بينما أميركا تقاوم.

Email