يا لعناد الحوثيين!

ت + ت - الحجم الطبيعي

التحالف العربي بقيادة السعودية اتخذ خطوة كبيرة ومهمة، ترجم من خلالها حسن النية، وحسن الخلق، تجاه اليمن وشعبه الكريم وواقعه الإنساني، حيث استجاب بالكامل لقرار الأمم المتحدة الداعي إلى وقف الحرب وتسوية النزاع، وفوق ذلك انطوت عملية (إعادة الأمل) على خطة إغاثة وإعمار شاملة، ولكن ماذا كان رد فعل الحوثيين منذ الوهلة الأولى؟

الاستهتار فحسب.

خرجوا من المخابئ واضرموا النيران في كل مكان ليثبتوا للدنيا أنهم لا يحبون السلام ولا المنطق ولا الحوار، مع أنهم شرذمة قليلة لا تؤمن بأي شيء منطقي سوى سفك الدماء والفساد في الأرض انتصاراً لأيديولوجية طائفتهم الطارئة أصلاً على ثقافة اليمن، وإرضاءً لأطراف أجنبية تحركهم. فهل بعد هذا يلام من يتصدى لهم ويجتث شأفتهم؟

العدل والعقل يقولان أعذر من أنذر، وعلى نفسها جنت براقش.

ولكن ما تفسير هذا العناد؟ وكيف لفئة لا تتجاوز 5% من الشعب أن تفكر في مصادرة دولة عريقة ومعروفة بالحضارة والحكمة اليمانية؟ كيف يفكرون بأن هذا جائز ويمكن أن يتحمله شعبهم العريق والعالم؟

هل هي السذاجة السياسية يا ترى، أم أن الحوثيين ضحايا غسيل مخ معمق بما جعلهم يفكرون اعتباطاً هكذا؟

والله لم ينتظروا أياماً يلتقط خلالها المدنيون أنفاسهم ويتلقوا الإغاثات ويجد الراغبون منهم في الخروج فسحة لإنقاذ أسرهم وأطفالهم من جحيم الهمجية المدعومة ببشاعات علي عبد الله صالح، بل حكموا على اليمن قاطبة وعلى التحالف بمواصلة خيار الحرب في تحدٍ صارخ للإرادة الدولية والإرادة العربية وصوت الضمير الإنساني البسيط.

لو كانوا يعتقدون أنهم يواجهون عدواناً أجنبياً مثلاً، فإن واقعهم ينفي هذا، بدليل أنهم يوجهون نيرانهم الآن ومنذ البدء تجاه أشقائهم اليمنيين في المقاومة الشعبية وبقية عناصر الجيش الشرفاء الذين لا يزالون يدافعون عن الشرعية في زمان العمالة والتمرد على القانون وأسس الدولة، باسم الطائفية.

هل يراهنون على المدد المنتظر من طهران وحزب الله؟ هيهات. المؤشرات كلها تدل على أن مصيرهم سيكون كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، خاصة في ظل نذر الخلافات التي تلوح في الأفق بينهم وبين علي صالح الذي بدأ ييأس ويستسلم، وربما تحول الأمر الى مواجهة بينهما كما كانت في الأصل.

Email