أوباما وحلم قهر بوتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في خطابه السنوي أمام الكونغرس الأميركي الأربعاء 21 يناير: «إنه بفضل الولايات المتحدة تم عزل روسيا وتدمير اقتصادها»، هذه الكلمات من الرئيس أوباما لم يعرها أحد أي اهتمام، ولا حتى داخل أميركا نفسها، ذلك أن الجميع يعلمون أن روسيا لا يمكن عزلها..

وأن اقتصادها، وإن كان ليس في أحسن أحواله، إلا أنه أفضل بكثير من معظم اقتصادات أوروبا، وأن لديها احتياطياً نقدياً يتجاوز ثلاثمئة مليار دولار، أما بالنسبة لعزل روسيا فقد رد عليه مندوب روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فلاديمير تشيجوف: «إن الأعمى وحده يمكنه الحديث عن عزل روسيا في أوروبا والعالم، هذا أمر لا وجود له».

الرئيس أوباما على حد ظننا رئيس مثقف، وقد سمعنا منه الكثير في فترة ولايته الأولى، خصوصاً عندما أطلق إشارة العلاقات الجديدة مع روسيا، ووعد بوضع حد للوجود العسكري الأميركي في الخارج.

ورغم يقيننا أن الرئيس الأميركي ليس وحده صاحب القرار بل هناك مراكز قوى تصنع القرار في الولايات المتحدة مثلما أيضاً تصنع الرئيس نفسه. لكن كيف لأوباما أن يدعي أشياء ليس لها أساس من الواقع، وما الذي يدفعه لذلك؟

البعض يرى أنها الغيرة من الرئيس الروسي بوتين الذي تختاره كل الجهات ووسائل الإعلام الغربية والأميركية «الرجل الأقوى» في العالم..

كما أن خصوم أوباما الجمهوريين طالما اتهموه بالضعف أمام بوتين، الأمر الذي أصاب الرئيس أوباما بما يشبه العقدة النفسية تجاه بوتين، وانعكس هذا في خطابه الذي أعلن فيه عزل روسيا، حيث خص الرئيس بوتين بكلمة قال فيها: «افترض البعض أن عدوان السيد بوتين مثال على المهارة الاستراتيجية والقوة، لكن أميركا اليوم قوية وموحدة مع حلفائنا».

أوباما يعلم أن روسيا لم تنعزل، بل إن جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية تتعامل معها وتشيد بتعاملها، حتى حلف الناتو الذي تديره واشنطن وتوجهه ضد روسيا يسعى بإدارته الجديدة لتحسين العلاقات مع روسيا.

بعد خطابه في الكونغرس توجه أوباما إلى الهند، حيث أعلن هناك أن بلاده لا تسعى إلى تدمير أو إضعاف الاقتصاد الروسي، أمر طبيعي أن يقول أوباما هذا في الهند التي تعتبر من أكبر شركاء روسيا التجاريين والاستراتيجيين، والتي تعلم جيداً أن واشنطن لا تملك عزل روسيا ولا تدمير اقتصادها.

Email