نحو دافوس جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا نعرف تحديداً حجم التأثير الذي خلفه أو يخلفه عادة منتدى دافوس الذي يستضيفه سنوياً المنتجع السويسري تحت غطاء من الثلوج بحضور نخبة من القيادات السياسية والاقتصادية التي تراهن كل عام على تغيير أفضل للعالم، وهو ما لم يتحقق بل إن أوضاع العالم المأساوية تزداد سواداً كل عام.

وما نعرفه عن الحضور في دافوس أنه وبالإضافة إلى زعماء السياسة ورؤساء الدول فإنه يدعى أيضا كبار الاقتصاديين وتحديداً أصحاب المليارات أما أصحاب الدخل المحدود فلا أعتقد أن دعوات إلى حشد عالمي كهذا تصلهم والسؤال يبقى هنا: أين منتدى دافوس من فقراء العالم بل قل تحديداً هل هناك دافوس خاص بالفقراء ؟!.

القضايا التي تناقش في دافوس كل عام ربما لا تختلف من سنة لأخرى وتتلخص في تحفيز النمو الاقتصادي والقفر والبطالة وبعض القضايا السياسية والطريف أن كلاً من الفقر والبطالة في اتساع وازدياد كل عام ولا نعرف السبب لذلك حتى إنه مع مناقشة قضايا الإرهاب ازداد التطرف والارهاب.

لا يمكن تحميل المسؤولية للحضور في دافوس ذلك أن قضايا العالم باتت أكثر تعقيداً وتنوعاً ما بين السياسية التي تتناسل مشاكلها في كل بقاع الأرض مروراً بالاقتصادية، حيث تعاني معظم اقتصادات العالم من بطء النمو بل إن البعض زاد على ذلك وسماه الكساد ومنهم بول كروغمان في كتابه الاخير وإن لم يبلغ بعد تلك المرحلة التي بلغها في ثلاثينيات القرن الماضي.

ربما يكون الحل في تغيير هيكلية منتدى دافوس من حيث المشاركون بحيث لا تقتصر الدعوة على أصحاب المليارات بل توجه إلى قادة مثل صاحب فكرة بنك الفقراء والتطرق أكثر نحو القضايا الاشد تأثيراً في عالم اليوم وخاصة ما يرتبط منها بالفقر والجوع الذي ينهش مليار إنسان على كوكب الارض علماً أن هناك 1.3 مليار طن من الأغذية تهدر سنوياً وهناك 1 % من سكان العالم يسيطرون على نحو 50 % من ثروات العالم.

ربما حان الوقت لتفكير جديد ليس في القضايا التي يبحثها دافوس ولكن في الحضور أيضاً.

 

 

 

Email