بوتين يصفع الغرب في الهند

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكد الغرب يفيق من صدمة زيارة بوتين لأنقرة في مطلع ديسمبر الجاري وصفقة الغاز الروسي لتركيا، التي أطلقوا عليها «صفعة لواشنطن وحلف الناتو»، حتى جاءت زيارته للهند في 11 ديسمبر لتشكل صفعة أكبر، وعشية الزيارة مورست ضغوط قوية من واشنطن التي أعربت صراحة عن خيبة أملها بسبب عدم انضمام الهند إلى العقوبات الغربية ضد روسيا..

وهذا في حد ذاته يعتبر قصوراً وضعفاً في السياسة الأميركية، لأن العالم كله يعلم عدم جدوى محاولة إقناع الهند بتأييد أي سياسة ضد روسيا..

وقد أشعلت الزيارة غضب واشنطن وحلف الناتو وأوكرانيا، بسبب وجود رئيس إقليم القرم الروسي سيرغي آكسيونوف، ضمن وفد الرئيس بوتين في الهند، وبدعوة خاصة من نيودلهي، وهذا اعتراف رسمي علني من الهند بشرعية عودة القرم لروسيا، ووقع آكسيونوف مع الهند اتفاقات استثمارات في أكثر من 30 مشروعاً في القرم.

أكثر من 25 اتفاق تعاون تم توقيعه أثناء الزيارة، خاصة في مجال الطاقة النووية، وسوف تبني روسيا للهند أكثر من اثني عشر مفاعلاً نووياً، وستسهم الشركات الهندية باستثمارات هائلة في قطاع النفط والغاز الروسي، ولأول مرة يتفق البلدان على إبرام عقود طويلة الأجل لتوريد النفط الروسي إلى الهند..

والحديث يدور عن 10 ملايين طن سنوياً لمدة 10 سنوات مع خيار التمديد. ولم يتم الكشف عن قيمة العقد، وهذه عادة روسيا مع حلفائها الاستراتيجيين، الذين تتعامل موسكو معهم بتسهيلات وأسعار خاصة.

لقد أعلنت الهند رسمياً رفضها للعقوبات الغربية على روسيا، بل أكثر من ذلك تهدد نيودلهي بالرد من جهتها على هذه العقوبات، والبداية مع فرنسا التي أعلن رئيسها هولاند عن تأجيل تسليم حاملتي الطائرات «ميسترال» لروسيا، وبين نيودلهي وباريس عقد لتوريد 126 مقاتلة من طراز «رافال»، تبلغ قيمته أكثر من 10 مليارات دولار..

ولكن مشكلة رفض فرنسا تسليم «ميسترال» إلى روسيا، يجعل الجانب الهندي يشك في باريس وفي وعودها.

زيارات الرئيس الروسي تظهر بشكل واضح أن روسيا الآن يصعب عزلها، وأنها هي الأكثر انتشاراً وتوسعاً وفي أكبر الدول والأسواق العالمية، الأمر الذي جعل العقوبات الغربية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية محل سخرية واستهزاء من الكثيرين، وفي الوقت نفسه باتت هذه العقوبات مصدر خير لدول كثيرة، مثل الصين والهند وتركيا وغيرهم.

 

Email