الحرب قادمة في أوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شغلت الأزمة الأوكرانية الحيز الأكبر من المحادثات الثنائية على هامش قمة العشرين، التي انعقدت في أستراليا الجمعة الماضية، وكان الطرف الرئيسي والمشترك في هذه المحادثات هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي التقى بقادة الدول، ربما جميعهم، ماعدا الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي بدا في القمة وكأنه يتحاشى الاقتراب من بوتين.

والذي من جانبه لم يعر أوباما أي اهتمام، وعلى ما يبدو فإن الرئيس بوتين لم يصل من محادثاته الثنائية إلى نتائج إيجابية مطمئنة لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا، واستشعر من لقاءاته مع القادة الأوروبيين مدى الضغوط الأميركية عليهم، وربما هذا الذي دعاه إلى مغادرة القمة قبل حفل الإفطار الختامي، متحججاً بمسؤوليات تنتظره في موسكو.

انعكس غضب بوتين من موقف الغرب في حواره الذي أجراه مع التليفزيون الألماني فور وصوله لموسكو، حيث اتهم واشنطن والأنظمة الغربية التي تدعم النظام في كييف، بأنهم يغذون روح الكراهية والعداء لروسيا هناك، مؤكدا أن هذا خطر جدا، وأنه ستحل كارثة إذا ما أقدم أحد في الخفاء على دعم العداء لروسيا في أوكرانيا، وأكد بوتين في حديثه أن روسيا لن تسمح لكييف بالقضاء على خصومها السياسيين شرقي البلاد.

في نفس التوقيت أدلى الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو لصحيفة ألمانية بتصريحات قال فيها "أنا لا أخاف الحرب مع القوات الروسية، ونحن مستعدون لسيناريو حرب شاملة. الوضع الحالي لجيشنا أفضل كثيرا ولدينا الآن دعم العالم بأكمله".

وما يثير القلق في حديث الرئيس الأوكراني، أنه صرح بعدم جهوزية بلاده للانضمام لحلف الناتو الآن، وأن الحلف نفسه غير مستعد لقبولها، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير على نوايا إشعال حرب واسعة النطاق بين أوكرانيا وروسيا، حيث إن انضمام أوكرانيا للحلف يحول دون هذه الحرب، وإلا اعتبرت حربا بين روسيا والناتو، وهذا أمر شبه مستحيل.

دعاة الحرب لا تهمهم أوكرانيا ولا الشعب الأوكراني في شيء، ولا يهمهم حتى الأمن الأوروبي، كل ما يهمهم هو جر روسيا لحرب واسعة النطاق تستنزف قوتها وتعوق نموها وصعودها على الساحة الدولية، وأوباما يحاول إنقاذ شعبيته وسمعته المنهارة تماما داخل الولايات المتحدة، ويسعى لإرضاء خصومه في اليمين المحافظ الجمهوري، بإهدائهم حرباً جديدة يسترزقون من ورائها، لعلهم يغفرون له خطاياه على مدى دورتين من حكمه.

 

Email