ذِكرى المِترو

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل القطار الكهربائي أو «المترو»، ثورة للإنسان منذ نحو 150 عاماً، بصوته الهادر وهو يقطع المسافات عابراً الصحراء والمناطق النائية، ليصبح مصدراً لأحلام تلك المناطق والقرى البعيدة للالتقاء والاتصال بالعالم، لتتحول تلك الكتلة الحديدية المنطلقة على قضبانها المفروشة على الأحجار الناعمة إلى طريق للأمل.

وقد أخذتنا التطورات التكنولوجية إلى كل وسائل النقل الجديدة، من خلال تغيير شكل وصيغ القطار، ليخرج لنا المترو بصيغة جديدة داخل المدن ذات الكثافة السكانية.

عادت بي الذاكرة، وأنا أرى عن قرب يوم التاسع من الشهر التاسع عام 2009 الساعة 09:09 مساءً، حين انطلاق شبكة مترو دبي، الذي كان حدثاً تاريخياً هو الأول من نوعه في المنطقة، وشكّل بناؤه نموذجاً أقرب في تصميمه إلى فكرة المراكب التي تسافر عبر الزمن، لكنها هذه المرة في اتجاه واحد.. إلى المستقبل.

مترو دبي «أطول مترو أوتوماتيكي في العالم، ويعمل من دون سائق»، جاء ليكمل الصورة المتميزة لمفهوم التطوير النوعي في خدمات البنية التحتية لمدينة دبي، فهي لا تقبل المقارنة مع أي كان، ولا تقل شأناً عن أي مدينة متطورة في العالم.

وفكرة المشروع تعود إلى 1997، حين أثبتت الدراسات أن دُبي لن تستطيع الاعتماد كلياً على المواصلات التقليدية، وبعد اعتماد المشروع تم انتهاء مرحلته الأولى في أقل من 4 سنوات، وتجاوزت التكلفة 28 مليار درهم، وقُدّرت العائدات المتوقعة خلال 10 سنوات، بين 16 و17 مليار درهم.

وبعد تنفيذ المشروع، وخلال «5» سنوات فقط، أدى إلى تخفيف حدة الازدحام المروري، وتخفيض الوقت المستغرق أثناء التنقل بالمواصلات، ليصل عدد مستخدمي المترو منذ تشغيله وحتى نهاية أغسطس الماضي، قرابة 500 مليون راكب، أي أن طاقته الاستيعابية تبلغ حوالي 26000 راكب في الساعة لكل اتجاه، ومن المتوقع أن ينقُل في عام 2020 حوالي 800 ألف راكب في اليوم، و292 مليوناً في العام تقريباً.

تجربة «مترو دبي» هي إحدى الأفكار السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كجزء من رؤيته لمدينة دبي كمركز عالمي للمال والأعمال، وقد أثبتت أن العمل الجماعي دائماً يكون ناجحاً، وأن الريادة تتطلب جهودا مضاعفة، والإخلاص للعمل والوطن وخدمة المجتمع، لذا فإنها مستمرة في سيرها بلا توقف..

 وعلى امتداد الإمارة التي ترفض التوقف عن حلمها الجميل والمستمر بالمستقبل، على هدي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «في سباق التميز، ليس هناك خط للنهاية».

Email