قراءة في مؤشر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون هم الذين يثقون في نتائج الاستطلاعات التي يجريها المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، ومن هنا على وجه الدقة جاء الاهتمام الكبير بالاستطلاع الذي أجراه المركز، أخيراً، عن مدى رضى المصريين عن أداء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد 80 يوماً في الحكم.

أبرز نتائج هذا الاستطلاع أن 82% ممن جرى استطلاع رأيهم، بادروا إلى تأكيد رضاهم عن أداء السيسي، وقال 78% إنهم سيعيدون انتخابه إذا أجريت انتخابات رئاسية غداً. ومن المهم أن نتوقف عند الجانبين الأكثر أهمية في الوصول إلى صياغة تقييم أداء السياسي. فهل هناك ما هو أكثر أهمية من الأمن؟ هل هناك ما هو أكثر أهمية من تحسن مستوى معيشة محدودي الدخل؟

يرى 89% ممن جرى استطلاع رأيهم، أنه حدث تحسن في الوضع الأمني منذ تولي السيسي الحكم، وهي نسبة لا بد أن تستقطب الاهتمام حقاً، خاصة وأن من يرون أن الوضع الأمني أصبح أسوأ لا يتجاوزون 3%، بينما يرى 7% أنه لم يحدث تحسن.

ويلفت نظرناً أيضاً أن 36% ممن جرى استطلاع رأيهم في ما يتعلق بتحسن مستوى المعيشة لمحدودي الدخل، يرون أنه حدث تحسن، بينما يرى 14% أن الوضع أسوأ و40% يعتقدون أنه لم يحدث أي تحسن. هكذا فإن من شاركوا في الاستطلاع كانوا صرحاء وواضحين في التعبير عن وجهات نظرهم، وهي وجهات نظر تؤكد أن الغالبية الكاسحة من المصريين تعلق آمالاً كباراً على السيسي، وترى أنه يبذل جهداً ملموساً في تحقيق هذه الآمال.

ولكن الاستطلاع يلفت نظرنا - رقمياً - إلى أن الرأي العام المصري لا يجامل، إنه يثق في السيسي ويقف إلى جانبه، ولكنه ينتظر واقعاً على الأرض يمكن أن يزيد هذه الثقة، ويؤكد أنها في موضعها.

ربما لهذا، على وجه الدقة، فإن أهم ما قام به السيسي في هذه الأيام الثمانين، هو ترجمة ثقة المصريين وحماسهم إلى تغييرات إيجابية على الأرض، إلى مشروعات تشق طريقها إلى التنفيذ، إلى خطوات فعلية تصب في إطار حياة أفضل لشعب عانى طويلاً وكثيراً.

 

Email