غزة والعدوان القادم

ت + ت - الحجم الطبيعي

وزير السياحة الإسرائيلي عوزي لانداو، يتوقّع أن تستخدم المقاومة الفلسطينية في المواجهة المقبلة رأساً كيميائياً.

هذا الكلام في نصه يعني أن هناك حرباً قادمة، ويبقى السؤال متى؟ لكن لانداو لم يقصد أن يقدم اعترافاً أو يكشف نوايا مستقبلية، إنما قصد تبرير هذه الكمية الهائلة من حمم النيران التي تصبّ على النساء والأطفال في قطاع غزة، والتغطية على هذه الماركة المسجّلة صهيونياً من الوحشية المستخدمة في العدوان المتواصل.

وإذا كان تصريح بهذا المنسوب العالي من التبرير للوحشية، يصدر عن وزير سياحة، فما الذي يمكن أن يقوله وزير الحرب أو رئيس الأركان؟ لن ننتظر جواباً لفظياً من مسؤول إسرائيلي ينام ويستيقظ ويده على الزناد، ولا من إعلامي إسرائيلي يلقّم قلمه بالسم بدل الحبر، ولا من طبيب إسرائيلي يفتقد شرف نفسه، قبل شرف المهنة.

الناطق الوحيد باسم هذا النوع البشع من الاحتلال هو الطائرات المقاتلة، والدبابات، والجرافات العسكرية، أما الكلام الصادر عنه فهو الصواريخ والقذائف والقنابل الفوسفورية. خبراؤه كشفوا من أول يوم للعدوان فضيحة فشله الاستخباري، لذلك يعوّض هذا الفشل الذريع بـ»نجاح باهر« في اصطياد الأطفال وهم يلهون في »خرابة« قبلوا التعامل معها كحديقة.

هذه إسرائيل التي تروّج لنفسها بصاحبة »الذراع الطويلة«، ويراها بعض العرب بعبعاً وقدراً لا يرد، تستخدم طائرات حربية مصنوعة لحروب دولية، في قصف مستشفيات ومساجد ومدارس ومكاتب إعلامية ومراكز معاقين، وتعجز بعد مرور خمسة وعشرين يوماً عن وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وعن منع المقاومين من الوصول إلى الخطوط الخلفية لجيشها والاشتباك مع جنوده.

العودة للأيديولوجية الصهيونية وللتجربة الطويلة للصراع مع تجسيدها المادي إسرائيل، لن تجعل من الصعب فهم الخلفية التي تكمن وراء قتلها العشوائي للمدنيين. فمؤسسها هيرتزل نصح أتباعه في كتابه »الدولة اليهودية« بإحراق كومة القش، بدل البحث عن الأفعى فيها.

رئيسة حكومتها السابقة غولدا مائير اعتبرت »العربي الجيد هو العربي الميّت«. رئيس حكومتها السابق الجنرال إيهود باراك، قال »قتيلهم رقم أما شهيدنا فقصّة«، وعدد من كبار حاخاماتها وصفوا العرب بأسوأ الأوصاف العنصرية و»أفتوا« علناً بقتل الأطفال العرب.

وإذا كان وزير السياحة قد وجد نفسه بلا عمل وراح يتحدث عن ملف كيماوي غزاوي، فلن نستغرب إن خرج وزير البيئة بدعوة لتفكيك البرنامج النووي في جمهورية غزة العظمى، ومطالبتها بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأوكسجين في هواء غزة!

Email