الإخوان والفشل المزدوج

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفشل المزدوج لنظام حكم الإخوان في مصر، داخلياً وخارجياً، على مدى الأشهر السبعة الماضية من وصولهم للسلطة، أصبح واضحاً وجلياً للجميع، هذا الفشل الداخلي الذي لا يتحمل مسؤوليته سوى الإخوان أنفسهم، بسياساتهم المشبوهة والمستفزة.

وسعيهم الدؤوب والشرس للاستحواذ على السلطة، وإهمالهم البالغ لمشكلات الشعب المصري بمختلف فئاته، وفشلهم التام في تحقيق الأمن، وانهيار الاقتصاد المصري معهم إلى درجة لم يشهدها من قبل، بسبب انعدام خبرتهم ورفضهم القاطع لإشراك الآخرين معهم.

فشل سياسات الإخوان الداخلية، يقابله فشل مماثل له في السياسة الخارجية، حيث نلاحظ على المستوى الإقليمي العربي، أن نظام الإخوان قد حصر علاقاته كلها تقريباً بدولة واحدة دون غيرها، قيل إنها ستمنح مصر مساعدات مالية كبيرة واستثمارات تقدر بمئات المليارات، ولم يحدث من ذلك شيء، علماً أن هذه الدولة لم يسبق لها أن قدمت لمصر أية مساعدات تذكر، والآن باعتبارها راعية للإخوان والإسلام السياسي، باتت هي وحدها دون غيرها صاحبة الحضور على الساحة المصرية.

في الوقت نفسه ذهب الإخوان المسلمون في مصر يناصبون دولة الإمارات العربية المتحدة العداء، ويهاجمونها في وسائل إعلامهم، ويتهمونها باتهامات لا يصدقها عاقل، فقط لأنها تدافع عن أمنها واستقرارها الذي يحاول تنظيم الإخوان المسلمين العبث به. ورغم أن الأمور كلها في دولة الإمارات تسير بشكل حضاري، حيث تتمتع سلطات التحقيق والقضاء الإماراتي باستقلالية تامة.

ويتمتع المتهمون أمامه بكل الحقوق على أعلى مستوى، ويطبق بواقعية وصدق مبدأ سيادة القانون، إلا أن هذه الحملة الشرسة من تنظيم الإخوان في مصر، والتي تكيل الاتهامات الباطلة لدولة الإمارات وحكامها، إنما هي دليل ومؤشر واضح على ضلوع تنظيم الإخوان المصري في أعمال مشبوهة ومحل مساءلة جنائية داخل دولة الإمارات، وإلا لما كان انفعالهم البالغ لقلة من الأشخاص تحاكم علناً وبشفافية.

بينما المئات من المصريين في سجون دول عربية أخرى دون تحقيقات ولا محاكمات، ولا يعيرهم تنظيم الإخوان في مصر أي اهتمام! ولو كان هناك حسن نية لاكتفوا بالوسائل الدبلوماسية، خاصة وأن العلاقات بين الإمارات ومصر تعد، ورغم كل ما يحدث، من أقوى العلاقات بين دولتين عربيتين، ولا يتسع المجال هنا لذكر ما قدمته الإمارات لمصر وشعبها من "مساعدات من دون مقابل"، واستثمارات حقيقية "غير مشبوهة"، ساهمت بفاعلية في بناء الاقتصاد المصري.

ومدن ومشاريع عملاقة في مصر، منها ما يحمل اسم زايد الخير، ناهيك عن أكثر من نصف مليون مصري يعملون الآن في الإمارات، وملايين مثلهم قبلهم على مدى العقود الماضية، فتحوا وعمروا الملايين من البيوت وحولوا لبلادهم المليارات من العملات الصعبة.

كل هذا وغيره الكثير، لا يشكل لدى تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، الذي لا يؤمن بالوطن، أي أهمية، لا مصر ولا شعبها ولا اقتصادها ولا نصف مليون مصري في الإمارات، يساوي شيئاً لدى تنظيم الإخوان أمام قلة منحرفة تسعى لإثارة الاضطرابات والقلاقل في مجتمع الإمارات الآمن، الذي تحسده دول العالم كلها على أمنه واستقراره ورخائه، وعلى حكامه الذين يضرب بهم المثل في القيادة العادلة الرشيدة.

Email