معادلة السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار حياتنا اليومية خاصة حينما تشتد علينا المحن، ننظر إلى حياة الآخرين، ونتنهد بلواعج الروح، إما حسرة على أنفسنا وإما أسفاً عليهم، لعدم تقديرهم حياة النعيم والهنا التي يعيشونها، وتنظر المرأة العزباء أو المطلقة إلى المتزوجة بعين الحسد لحياة الاستقرار التي تعيشها، والنظرة نفسها بين المرأة العاملة وربة البيت، لتحسد كل منهما الأخرى على مزايا حياتها، ويتملك الرجل الموظف المحدود الدخل غضب داخلي من ظلم الحياة، ومن صديقه «الفهلوي» صاحب المركز أو التاجر الثري، ومعادلة لا تنتهي من المقارنات.

ما لا ندركه أو نعيه أننا إن أمعنا في تفاصيل حياة أولئك، الذين يعيشون المزايا التي نحلم بها، ونطمح إليها، أن همومهم وشجونهم لا تختلف عنا بكثير، فالمرأة العاملة، التي تحلم بترك العمل والتفرغ لبيتها وأولادها لا تدرك معاناة ربة البيت، التي لا تملك في معظم الأحيان حق اتخاذ القرارات المرتبطة بالمال، والتي يتوجب عليها المناورة للحصول عليها حتى ولو كانت مطلباً لمصلحة العائلة، وربة البيت لا تدرك معاناة المرأة العاملة، التي تعيش تحت ضغوط صعبة سواء في بيئة العمل أو كثافة ساعات الدوام، لتفتقد فسحة الزمن الخاصة بها أو بأسرتها.

وما لا يراه صاحب الدخل المحدود أن أصدقاءه الذين حققوا ثروة خلال زمن قياسي، قدموا هامشاً من المساومات تجاوزوا خلاله الخطوط الحمراء، التي يتمسك بها، سواء في ما يتعلق بهامش القيم أو التضحية بزمن العائلة لصالح العمل وهكذا، ولا يخطر في بال الموظف أن ذاك الصديق الثري البارز ربما يحسده في قرارة نفسه على السكينة التي يحظى بها آخر النهار، بعد يوم عمل شاق، فهو لا يعيش حالة القلق من إحداثيات حركة الأسهم أو قيمة العملات وغيرها الكثير.

المحصلة أو العامل المشترك بين الجميع أن لكل قرار واختيار في الحياة، ضريبة وثمناً علينا أن ندفعه مقابل المزايا التي نحصل عليها، والاختلاف يكمن في استعدادنا لدفع ضريبة قراراتنا في الحياة بطيبة خاطر، إذا أدركنا قيمة الضرائب، التي يدفعها أولئك الذين نتوق لعيش حياتهم، والعكس صحيح.

Email