التاريخ والقادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما يكتب بعض القادة تاريخاً، يَصنع التاريخ من سياسيين وعسكريين قادة بارزين. مع أن ظاهر المقولة يبدو بسيطاً، غير أن جوهرها مركّب في الواقع. الجدل يتوغل دائماً في شأن تحديد الفاعل؛ القائد أم التاريخ؟

بعدما دخل فرانسوا هولاند قصر الإليزيه بفارق قليل عن خصمه نيكولاس ساركوزي في العام 2012 غلبت مغامرات هولاند النسائية على قماشة ولايته الرئاسية. وسائل الإعلام و«الباباراتزي» انشغلوا بحكايات الرئيس والنساء، فانشغل بها الرأي العام. لِسيغولين رويال باع طويل في حياة هولاند.

ليس فقط لأنها والدة أبنائهما الأربعة، بل لمساهماتها كذلك في مسيرته السياسية. رويال سبقته إلى خوض معركة الانتخابات الرئاسية. هي من عرَّفته إلى المرأة الثانية في حياته؛ فاليري ترير فيلر. كما في حكاية إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون سرقت فاليري هولاند من سيغولين.

هولاند وعشيقته تقاسما العيش خارج الحياة الزوجية على نحو مفتوح، بلغ ذروته يوم طبع الرئيس السابع في الجمهورية الفرنسية قبلة على شفتيها في مشهد جماهيري.

امرأة ثالثة اقتحمت حياة الرئيس الفرنسي. مجلة «كلوز» فضحت مغامرته مع الممثلة جولي غاييه، إذ أشارت إلى تسللها إلى قصر الإليزيه من الأبواب الخلفية.

مع طغيان هذه المغامرات النسائية على أجواء الاقتصاد والسياسة الفرنسية بدا ساركوزي أكثر تفاؤلاً بالرجوع إلى الإليزيه. مغامرات المتطرفين الرعناء أبرزت في شخصية هولاند قائداً محنكاً لإدارة حروب ضد عناصر الإرهاب وأوكاره.

بعد محاولات تفجير مصنع في ليون وتفجير في نيس، والهجوم بالسلاح على مقر صحيفة ومسرح في باريس، بدأت شعبية هولاند تنداح بفضل جرأته في مواجهة الأحداث ونظرته الثاقبة.

في الظرف السياسي المكثف بالدخان والدم والنار. قال هولاند «إغلاق الباب أمام اللاجئين يشكل خيانة لقيم فرنسا».بين الرجل ومعركة انتخابات الرئاسة في 2017 مشوار ملغوم بالعمل لتثبيت أقدامه في الإليزيه ولاية ثانية.

Email