اختلاق المشكلات

ذات زمان..

جاء الفلاح الفقير إلى سيده يسأله ضيق مكانه، ويشكو إليه حاله وحال أهله، حيث يتكوم الجميع تحت سقف منخفض في بيت ضيق لا يتسع لأمه وزوجته وأولاده. أطرق السيد قليلاً وقال: مشكلتك لها حل، ضع كلباً في الغرفة يلاعبه أولادك ويحرس بيتكم في الليل، فوضع الفلاح كلباً في الغرفة، لكنه عاد في اليوم التالي وشكا من ضيق المكان ثانية، فأطرق السيد وقال للفلاح الفقير: لو جلبت دجاجة واستفدتم من بيضها ربما أنستكم ضيق المكان.

وضع الفلاح دجاجة في الغرفة، لكنها زادت في ضيق مطرحهم، فقفل الفلاح عائداً إلى سيده شاكياً من حجم المكان الذي فيه أمه وزوجته وأولاده وكلبه ودجاجته، قال السيد: إذاً الحل في حمار تقضون به حوائجكم في السوق وينسيكم عناء الطريق، فضم الفلاح حماراً إلى عائلته، فأصبح المكان خانقاً، وسرعان ما تملص الفلاح من البيت ويمم شطر سيده الذي فكر .. ثم فكر، ثم قرر: وجدتُ الحل، اطرد الكلب والدجاجة والحمار من بيتك، وأخبرني بالنتيجة.

فقام الفلاح على الفور بطرد الكلب والدجاجة والحمار، فشعر بالفارق في المكان، وأخبر سيده أن المكان أصبح أكثر رحابة وأكثر سعة.

هذه الحكاية تشبه حكاية »داعش« التي خلقوها ثم وضعوها في قرانا وبيوتنا، وها هم الآن يطلبون منا ما طلبه السيد من الفلاح الفقير، حيث تبقى المنطقة على جهلها وفقرها وفسادها، حتى لو خرج منها الكلب والدجاجة والحمار..

و»كأنك يا بو زيد ما غزيت«.