أم الشهيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا أم الشهيد

نفدت كلمات المواساة،

وما عاد البكاء يواسينا، وجفّ الريق..

أيّ قلب لكِ! أية عينين!

أبكيتِ جيشاً، وأصحاباً، وغرباء

ولم يهز طرفك.. آه

وكَفتكِ: الحمد لله

دون أن تسألي: لماذا هو ،أو تتحسري على: »أنا أولاً، أنا الأحق بالرحيل، فقد شبعت من الحياة، وأية حياة سأعيشها بلا »روح«، دمي أنت، ومقلتاي، وكل ذكريات الحنين التي لا ترحم«

...

يا أم الشهيد،

تدفنين قطعة من جسدك، وقلبك كله، ثم تقفين أمام الباكين تطلقين الزغاريد

أيّ قلب هذا الذي صدق الله وعده! وما استكان

أسعيدة أنت باللقب؟

أسعيدة بمن منحك إياه، وذهب يستقبلك عند باب الجنة!

ما كل هذا الصمت؟ بربك قولي لي:

أكان يسعدك أن يعود بسلاحه وينام في دفء حضنك

كما كان بالأمس فتى صغيراً يلعب، ثم يجري إلى مأواه الوحيد

أم أنكِ الآن أسعد بعودته محمولاً على الأكتاف في تابوت، ملفوفاً ببياض الكفن، وعلم الوطن مزهوّ على نعشه؟

يا أم الشهيد، وأمّنا ، ومثلنا الأقوى والأنبل

من مثلك يقوى على تقديم قلبه للوطن، طوعاً ومحبة

بعيداً عن الشعارات، وهتافات الحماس؟

أيها الشهداء، وأمهاتكم

أخجلتم بكاءنا على الحياة،

أخجلتم بكاءنا على الحياة،

فيما أنتم متمسكون بالموت.

Email