تسوّل الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إحدى أمسياته قال الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحسن إنه تعّلم ألا يطلب الحب أبداً، بعد أن كتب قصيدته «عطني المحبة» والتي اكتسبت شهرة خاصة في السبعينيات عندما غناها المطرب الراحل طلال مداح.

يقول مطلع القصيدة.. «عطني المحبة كلّ المحبة، عطني الحياة، عطني وجودي أبغى وجودي، أعرف مداه».

يَحكي الأمير أنه بعد أن وصلت القصيدة إلى مسامع الشاعر المعروف عبد الله الفيصل استهجن كثيراً وتساءل لماذا يطلب شاعر وأنسان «كالبدر» المحبة في حين أن المحبة برأيه لا تُطلب من أحد.

كلمات القصيدة تنم عن كافة الرغبات الغالية التي يتوق الإنسان للحصول عليها ويسعى لها سهراً وانتظاراً علّه يصلها، ليشعر بعدها أن لحياته معنى الحياة.

هل باتت المحبة مستحيلة في ظل حياة مادية لاهثة وراء كل شيء، تاركة خلفها كل جميل وعميق حاصدة في طريقها التعب والشقاء فأصبح بذلك الحصول على الحب والاهتمام يتطلبان الوقوف في طابور طويل، لتصل في النهاية إلى شبّاك صغير يقف خلفه الحبيب فتسأله أن يحبك ويضم رأسك إلى صدره، فيجيبك معتذراً أنك جئت متأخراً وأن الذي كان يقف في الصفّ أمامك حصل عليه قبلك؟!.

ترى، لو طلبنا الحب ممن يخفق له القلب دون سواه وتشرق لنا الشمس من بين عينيه ويطوّق الأمان حروفه، هل ستكون محبته غالية أو حقيقية إن وافق، أم ستكون ككسرة خبز تلقاها فقير وقف بالباب جائعاً! هل يرضينا هكذا حب!

مجنون من يظن أن بإمكانه الحصول على حب حقيقي نبيل عبر تسوّله. أيّ نفس تحترم كيانها وأنسانيتها تلك التي تظن أن تسوّل الحب: حبّا.. لا مهانة.

الحب ليس كالحرب أبداً، لا تنفع معه الوساطة ولا المتحدثون الرسميون.

 

Email