إدارة الوقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

إدارة الوقت علم من العلوم التي تدرس في الجامعات والكليات في كل العالم، ولو استطعنا استغلال الوقت بالصورة المثلى لأنجزنا عملاً كثيراً في وقت قصير، ولاستثمرنا المزيد منه في عملية التخطيط.

من أكثر ما يضيع الوقت القرار المؤجل، فالنصيحة تقول: «لا تؤجل عملاً تستطيع اتخاذ قرار بشأنه في اللحظة التي يأتيك فيها، حال توافرت المعلومات الكافية والمؤهلة لاتخاذ ذلك القرار». وإلا فإن العمل الذي تؤجله سيأتيك حتماً وأنت مشغول بأمر آخر، ليضيع وقتاً ثميناً أنت في أمسّ الحاجة إليه.

ولو نظرنا إلى الأمر من الزاوية المعاكسة، سنجد أن عملية تأجيل القرار الفوري لن تضيع الوقت في المستقبل فحسب، بل ستضيع الجميع في تفاصيل غير ضرورية، وفي النهاية عدم إنجاز أي شيء يذكر.

في فيلم «16 مبنى» يكلف شرطي بإيصال شاهد إلى قاعة المحكمة خلال ساعتين فقط، وبعدهما تنفض المحكمة التي شكلت وفق ظروف دقيقة وتسقط جميع التهم ويخلى سبيل المتهمين. أثناء عملية التوصيل يغفل الشرطي مدة دقيقتين يقترب فيها رجل مسلح له مصلحة في قتل الشاهد. وبمجرد أن انتبه الشرطي لوجود المسلح، أرداه قتيلاً فوراً.

المغزى من ذلك المشهد هو الحكمة في سرعة اتخاذ القرار، وعدم تأجيله ثانية واحدة بمجرد توافر المعلومات الضرورية لاتخاذه.

لم يضيع الشرطي وقته في تهديد المسلح أو زجره كما يتطلب منه بروتوكول العمل. ولو طبقنا هذه العملية، أي سرعة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب من مستوى الموظفين إلى مديري الإدارات، فسنجد أن ذلك يوفر وقتاً ثميناً للجميع، يستطيعون استغلاله في أمور من شأنها الارتقاء بالعمل وتطويره.

لذلك من الضروري لأي مدير، تدريب موظفيه على هذه الطريقة في العمل، ما سيمحنهم الثقة في أنفسهم، ويؤهلهم لتبوؤ مناصب أعلى في المستقبل.

Email