الإنسانية في أبهى حالاتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل نفقد إنسانيتنا، من دون الحب؟

باغتني بهذا السؤال العميق الزميل الإعلامي جمال مطر خلال حوار إذاعي معي قبل أسبوع حول ما كتبته هنا عن الحب، لا أذكر بماذا أجبته، لكنني أذكر ارتباكي لكأن أحداً أعادني فجأة من طريق تهت فيه، ولم أعد أتذكر «أيني».

أجبت وكأني أدافع عن الحب بسيف وترس، وشعرت بالخوف الشديد والمبرر على «الحب» و«الإنسانية» معاً، في ظل اللاإنسانية التي نراها في نشرات الأخبار، وساحات القتل العشوائي، تحت مسميات لا تمت للدين ولا العقل ولا الحق بأية صلة.

دفعني تساؤله لتذكر مقولة وليم شكسبير «يمكننا عمل الكثير بالحق، لكن بالحب أكثر»، ولا أكاد اختلف معه هنا على الإطلاق، فالحب ليس العشق المجرد المتقد بين شخصين فقط، الحب هو السماحة، والتسامح، والجمال، والبهجة، والإنسانية، والإقبال على الحياة بكل ما فيها، فلولا الحب لما كان لدينا ما ننهض من أسرّتنا لأجله كل صباح، ولما انتظرنا الغد الأجمل، وبحثنا عن السعادة طوال الوقت، ولولاه لما ارتسمت على وجه أحدنا ابتسامة، أبداً.

هو ما يبقي الأحلام مشتعلة، والأمنيات في لائحة التنفيذ، هو العاطفة الأولى التي فطرنا عليها، فمنذ أن نفتح أعيننا على الحياة، لا نستقبل إلا الحب الصافي من كل المحتفين بمجيئنا.

الحب حلم، وكلمة، ولمسة يد، وصدقة، وعطاء، وفوز، وامتنان، وولاء، وانتماء، ووفاء، وصدق، وصداقة، وغيمة، ومطر، وعشب، وفاكهة، ووجهٌ حبيب إلى القلب، وضحكة من الأعماق، ووعد صادق، وتربيتة على كتف متعب، وهو «نحن» عندما نتخلى عن الأنا، والأنانية، وننظر للحياة بمنظار محبة الله لنا ولما وهبنا إياه «حبا» دون أن نطلب، وما أعطانا إذ طلبناه.

الحب: حياة، وأي حياة هي، إن خلت من إنسانيتها.

Email