من جوانب الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح الإبداع سمة من سمات الإدارات الناجحة، وهو اليوم مطلب أساسي في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة. وقد خصص له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مناصب في جميع الوزارات والهيئات الاتحادية وذلك إيمانا من سموه بأهمية العامل الإبداعي في تطوير سير العمل قلبا وقالبا.

ويتصور البعض بمجرد سماعه كلمة إبداع أن عليه اختراع شيء ما سبقه به « أحد من العالمين». ولكن الأمر أشمل من ذلك، فعلينا التفكير بأن الإبداع يجب أن يلمس كل جانب من جوانب العمل الإداري، ولو أتينا على أبسط شيء يجب أن يفعله المدير الناجح وهو توزيع مهام العمل.

إن إلمام المدير باختصاصات موظفيه يتيح له الوصول إلى أفضل وأكثر الأساليب الفعالة لإنجاز العمل وهو أحد جوانب الإبداع، فيوزع المهام عليهم كل حسب اختصاصه، فلا يسند مهمة موظف ما إلى الآخر لأي سبب كان، ودون أي حاجة للتدخل في تفاصيل مهامهم، فهو يشرف عليهم ويساعدهم كلما اصطدموا بعقبة حتى تتحقق النتائج المرجوة.

وبذلك يقبل الموظفون على أعمالهم ويتنافسون في ابتكار ما من شأنه الارتقاء بعملهم ومؤسساتهم بالإضافة إلى رفع مستوى الإتقان في أدائهم.

وأختم كلامي بمشهد رأيته في فيلم «المصارع»، حيث تم إنزال مجموعة مصارعين لا يعرف بعضهم بعضاً بما فيه الكفاية إلى الحلبة، لمنازلة محاربين محترفين ومجهزين بأقوى الأسلحة. تولى أحد المقاتلين وهو مكسيموس وبكل ذكاء قيادة المجموعة، ووجه سؤالاً واحداً كان له الدور الحاسم في الانتصار وهو: هل سبق لأحد منكم العمل في الجيش؟

المغزى من السؤال هو إبراز المقاتلين وفي الوقت نفسه عدم تهميش الآخرين وتشجيعهم على تولي الأمور التي يستطيعون إنجازها. ولو سأل عن المقاتلين فقط، لأصيب البقية بالإحباط، وبالتالي الموت في الحلبة.

ثم بعد ذلك وزع المهام عليهم وأعطاهم الخطة ما كان سبباً في انتصارهم.

Email