قم يا خالد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحكى ان رجلا كانا عاصيا بشدة، يشرب الخمر، يزني، يسرق، يفعل كل شيء، دون ان يرف له جفن، حتى هداه الله على يد قوم كرام.

قومه الكرام كانوا يتنقلون من مكان الى آخر للدعوة لله بالحسنى، وفي كل موقع يذهبون اليه، وامام الناس، في قرية او مدينة او مسجد او بيت او مركز، كانوا يشرحون كيف يمكن للانسان ان يتوب، ومعهم التائب المسمى «خالد» وبعد كل درس ديني، يقولون امام الجميع: قم يا خالد واشرح لهم قصتك، كيف كنت وكيف اصبحت، كيف كنت عاصيا، وكيف اصبحت مؤمنا ملتزما؟!

تعب خالد، من هذا التشهير، من موقع الى آخر، وهم يقولون له «قم يا خالد» وهو يتجاوب ويقوم، حتى وصل به الحال ذات مرة، وبعد ان طلب منه القوم الكرام ان يقوم ويشرح قصة توبته للجمهور، فوقف قائلا عكس كل مرة: لقد كنت عاصيا افعل كل شيء، والله كان يسترني، ومنذ ان رافقت هؤلاء القوم، وتبت وبت صالحا، لم يستروني في اي مكان، بل بت مضرب المثل، وكشفوا ستري، وهتكوا حرمتي، وفي كل شارع ومكان، يقولون لي قم يا خالد!

القصة على ما فيها من طرافة، تقول شيئا مهما، فستر عصيان الناس، خير من فضح الناس بكثير، وكثيرا ما تسمع فلاناً يغمز من فلان انه يفعل كذا وكذا.

هذه كارثة بحق، لان الله ستر الانسان في معصيته، فلا يليق بإنسان ان يهتك حرمة انسان ويكشف معصيته امام الناس، اذا عرف عنها بالصدفة، فالله يستر والناس في حالات كثيرة لا يسترون، وغض البصر ربما يعني في العمق، معنى آخر فوق غض البصر عن الاجساد والشهوات، اذ يعني ايضا غض البصر عن عيوب الناس ونقاط ضعفهم وافعالهم، ورحمتهم بالكلام الطيب، حتى تسهل عودتهم، بدلا من اطالة اللسان على المذنبين وعدم توفير لحمهم.

Email