كارثة إنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوت الكارثة السورية عامها الرابع ودخلت قبل أيام عامها الخامس، الذي نتمنى أن يكون الأخير حتى يعود الأشقاء السوريون الذين تشتّتوا في أصقاع الأرض إلى ديارهم.

أمس احتضنت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وأدلى قادة الدول وممثلوها بدلوهم في تقديم التبرعات التي يؤمّل منها أن تسد احتياجات ملايين السوريين الذين هجروا من بيوتهم وأرضيهم أو هجروها هرباً من القتل الأعمى، ولكن مهما كانت هذه التبرعات سخية فإنّها لا تصل إلى الاحتياجات الفعلية لملايين السوريين المسجّلين لاجئين لدى منظمات الأمم لمتحدة الإنسانية.. وبالتالي فإنّ هذه المساعدات مهما كانت (إذا تم الالتزام بالأرقام المعلنة) فإنّها لا تلغي حقيقة الكارثة، ولا تحجب الآلام وإنْ كانت تبث الأمل، أو جزءاً منه.

مؤتمرات المانحين الثلاثة التي استضافتها الكويت مجرّد محاولة للتخفيف عن المشرّدين في وقت لا يزال المجتمع الدولي يتخبّط في مساعيه لإيجاد حل لهذه الأزمة التي كلما زادت مدّتها زادت حدّة الأزمة وكارثيّتها، وهو ما تخشاه الأمم المتحدة وتحذّر منه.

إنّ الذي يعيشه الشعب السوري اليوم بات أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحالي مع وصول عدد اللاجئين إلى 10 ملايين نفس، وعلى المجتمع الدولي التحرّك سريعاً لإنهاء هذه المأساة على كل جبهاتها لإنهاء معاناة المدنيين الأبرياء.. والتي باتت تسبّب معاناة عربية عامة واحساساً بالوهو وبقلة الحيلة.

الشكر موصولٌ للدول المانحة ولكن على النظام أن يوقف القتل فهكذا تلتئم الجروح، وتعود الفرحة إلى السوريين وينتهي شتاتهم.

Email