كرم يستحقهُ الجمال

حازت لوحة »فرحة النوبة« للفنانة التشكيلية المصرية تحية حليم »1919-2003« على لقب اللوحة الأعلى سعراً خلال مزاد »كريستيز دبي« مؤخراً، حيث بيعت لمقتن مقابل 749 ألف دولار أميركي وسجلت رقماً قياسياً عالمياً لصاحبتها، كما حقق المزاد 31 رقماً قياسياً جديداً في دورته الأخيرة. رقم بهذا الحجم في لوحة معاصرة لفنانة عربية يعيد إبراز الوعي بالقيم الفنية والإبداعية والكرم الذي يستحقهُ الجمال، ومزاد بهذا المستوى يضيف قنطرة إلى جزء من المشهد العام في دبي، كعاصمة للفن تساهم بقوة وتنافس في سوقه العالمية.

المزاد العريق في تاريخ الفنون الذي ارتبط اسمه برسامين مشهورين، مثل رامبرانت ودافينشي وفان غوخ، حقق سمعة عالمية في تقديم الفن، ورسخ عبر قرون وفي مزادات شهيرة هذا الحضور للأعمال الفنية والتحف والقطع التراثية النادرة.

وتنقل المزاد كجزء من حراك الفن وتطوره مع مدن عتيدة كلندن وباريس ونيويورك وشانغهاي، مُرسخاً مفهوم الفن كجزء من اقتصاد المعرفة، ومؤثراً فاعلاً في بورصة الفنون والتحف، مشكلاً صناعات موازية في مسيرة المدن مرافقة لحاجات إشباع الجمال الإنسانية وتحتفي بتجليات الثقافة، المُتعففة أحياناً والأقرب إلى عالم المُثل، مُقدمة قيماً عينية، ازدهرت معها الأعمال الفنية وانتعشت المراسم وعاش الفنانون ونمى قطاع واسع احتفى بالمُقيمين والرسامين والمُصممين والفاعلين في هذا المجال.

الفن الوجه المضيء للحياة وصورته الناصعة في أحلى إطلالتها، بلسم النفس الذي يزيح غبار الحياة اليومية عن دروبنا كما قال شيخ التكعيبيين بابلو بيكاسو، جزء من بهجة المدن ومن واجهتها؛ وفي دبي، وكما كانت دوماً سباقة، تحدوها رؤية المدينة المتكاملة، استقطبت الإمارة »كريستيز« قبل أكثر من عقد ونصف، وعبر 18 دورة للمزاد وتراكمات وتجارب كبيرة وضعت الأعمال الفنية العربية والشرق أوسطية في الصدارة وفي طليعة المعروضات العالمية التي تجذب المُقتنين وعشاق الفن.