أخلاقيات الطريق

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينظر البعض باستخفاف إلى السلوكيات الواجب اتباعها في التعامل مع الطرق والمستخدمين لها، ويشتكي آخرون من سوء تصرف البعض تجاه مستخدمي الطريق، من المارة وسائقي السيارات وغيرهم.

ولا شك أن في ذلك بعض الحقيقة، لكن الجانب الآخر للصورة يظهر مواقف نبيلة ومشرفة للكثيرين من مستخدمي الطرق في الدولة، تنم عن إدراك رفيع المستوى بأهمية أخلاقيات التعامل مع الطرق والسائرين عليها، باعتبار أن مستوى السلوك الأخلاقي على الطريق، يمثل واجهة عميقة الدلالة على مدى وعي المجتمع، ومدى الترابط والألفة بين أفراده.

وقد حث ديننا الحنيف على «إماطة الأذى عن الطريق»، باعتبار الطريق مرفقاً عاماً يتوجب على الجميع احترامه وصيانته، والتعامل مع مستخدميه على قاعدة «عامل الناس كما تحب أن يعاملوك».

وقد لاحظت في مواقف ومناسبات كثيرة، أن الكثيرين يجسدون حقيقة هذه المبادئ الأخلاقية، فيفسحون المجال لغيرهم، حتى وإن كانت أسبقية الطريق لهم، سواء تجاه المارة أو مع غيرهم من أصحاب السيارات وسائقيها. ومثل هذا السلوك الأخلاقي ينشر روح الألفة والتسامح بين مختلف مكونات المجتمع، ويعكس صورة مشرفة له أمام الزوار، ويشجع الآخرين على الالتزام بالقيم الأخلاقية واحترام الآخر.

ونحن في عصر يعاني من تضخم الأنانية، الفردية والجماعية، ويشهد انحسار روح الألفة والتسامح على أكثر من صعيد، أحوج ما نكون إلى تعزيز قيم الإيثار والتسامح، وأن يعكس كل منا في سلوكه وتصرفاته، أفضل ما في مجتمعاتنا من قيم ومبادئ، وما يحثنا عليه ديننا ومكارم أخلاقنا.

فشكراً لمن التزم وسامح، مع أمل التوفيق والاستجابة لمن لم يكتشف بعد قيمة التسامح، وفضيلة أن يكون واجهة مشرفة لوطنه ومجتمعه.

Email