الراحة المفسدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رحلتي اليومية عبر «تويتر»، استوقفتني جملة «أصحاء معاً: نستخدم الدرج بدلاً من المصعد»، التي غرد بها البرنامج الوطني للاتصال الحكومي 2021 أمس، واستدعت فعلاً قسرياً أرغمت عليه في اليوم ذاته عندما انقطع التيار الكهربائي، بداعي الصيانة، عن البناية التي أقطنها، وانتابني، للوهلة الأولى، شعور بأنني لن أقوى على النزول عبر الدرج، وبدأت أفكر بالحجج التي سأسوقها لتبرير عدم ذهابي إلى العمل، لكن عزمت على الأمر ونزلت الطوابق الـ11، لأرى نفسي على الأرض غير مصدق أني نزلت كل تلك الدرجات.

نعم، حبا الله الإمارات بالحدائق والشواطئ، التي تشجع على ممارسة الرياضة، وخصوصاً في أشهر الشتاء، ومهما سقنا لأنفسنا من مبررات تحول دون تحريك أجسامنا واستخدامنا الرياضة والانعتاق من سجن السيارة والمصعد، فلن تشفع لنا عندما يبلغنا الطبيب، لا قدر الله، بأننا مصابون بمرض من أمراض العصر المرتبطة بقلة الحركة، كالسكري والسمنة وغيرهما.

وفي مديح الرياضة، وخصوصاً المشي، حكاية، فبالإضافة إلى ما يسهم فيه من حرق للسعرات الحرارية، والحفاظ على الوزن، وجعل شكل الجسم أكثر تناسقاً، فإنه يساعد على التخلص من التوتر الذي لا ننفك نعانيه من ضغط الحياة اليومية، فيجعلنا أكثر هدوءاً وعمقاً ويحسن حالتنا المزاجية، ويجدد نشاطنا ويرفع مستوى طاقتنا.

إنها دعوة إلى الهجر الطوعي للماكينات (السيارة، المصعد...)، والبعد عن الراحة التي انقلبت مع نمط الحياة العصري، إلى مفسدة وأمراض، عافانا الله.

Email