قوة الوفاء والولاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل الروح المعنوية أهمية بالغة، بل أولوية قصوى، في حياة الأمم والشعوب، ولذلك تحرص كل أمة على تخليد أمجادها والتغني بمآثرها، لرفع معنويات أبنائها وجنودها، وكل مواطن بالضرورة هو جندي في خدمة وطنه، بغض النظر عن مجال خدمته سواء أكان عسكرياً أم مدنياً، غير أن الروح المعنوية لها أهمية خاصة في حياة الجنود والجيوش، فهي السلاح الأقوى والأمضى في أيدي القوات المسلحة لأي بلد.

لكن المعنويات العالية معادلة ذات شقين، لا تكتمل إلا بهما، أولهما وفاء القيادة لقواتها المسلحة ولجنودها من أبناء الوطن (مدنيين وعسكريين)، والشق الثاني هو الولاء للقيادة، حين تكون القيادة معبرة عن الطموحات الوطنية، حريصة على حماية الوطن، مقدرة لتضحيات أبنائه، وفي مقدمتهم حماة الديار والحدود والمنجزات من أبناء القوات المسلحة، الذين نذروا أنفسهم للذود عن كرامة الوطن وسلامته، شعباً وأرضاً ومكتسبات.

هذه المعادلة هي التي عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين اختار ذكرى تولي سموه مقاليد الحكم لتكون مناسبة للاحتفاء بالقوات المسلحة، تقديراً وتكريماً لمنتسبيها ولجهودهم في حماية الوطن وصيانة أمنه وسيادته على أرضه.

وبذلك تحقق الشق الأول من المعادلة، وهو وفاء القيادة لجنودها البواسل وقواتها المسلحة. وتحقق الشق الثاني بالتجاوب الملحمي مع هذه المبادرة، حين تسابق أبناء الوطن والمقيمون على أرضه المعطاء، ملبين دعوة سموه، معبرين عن التقدير والامتنان للقوات المسلحة، ومؤكدين الولاء للقيادة التي أعطت النموذج وقدمت القدوة، في الوفاء والاعتراف بالجميل لأهل الجميل.

اكتمال المعادلة على هذا النحو من الوفاء والولاء والتلاحم بين القيادة والشعب، هو القوة الحقيقية والحصن المنيع في مواجهة الأخطار والتحديات، وهذا ما غاب عن بعض الدول والشعوب فخسرت رهان التطور والتقدم، ولم تحصد سوى الخراب والدمار.

Email